شهد يوم أمس عودة الزخم والشعارات الغاضبة إلى مسيرات الإصلاح الأردنية بعد أسابيع من الهدوء النسبي. ويأتي ذلك على خلفية اعتقال عدد من نشطاء مدينة الطفيلة وإحالتهم إلى محكمة أمن الدولة من ناحية، والتصويت في البرلمان بالأغلبية ضد تقرير نيابي يوصي بمحاكمة عدد من الشخصيات العليا. وفي الطفيلة تجمّع أكثر من ألف شخص في مسيرة ومهرجان خطابي شارك فيه عدد من نشطاء الحراك الشعبي والشخصيات السياسية من عدة مدن أردنية، وذلك احتجاجاً على توقيف نشطاء الطفيلة، وللاحتجاج على عدم استكمال التحقيق في ملف خصخصة الفوسفات، وهي المطالب التي تكررت في عدة مدن وبلدات شهدت أيضاً مسيرات غاضبة تضمنت هتافات انتقدت النظام السياسي الأردني بمجمله.وقال خليل القبالين، والد المعتقل مجدي، في تصريح ل «الشرق» أنه لا يبالي بسجن ابنه، فللإصلاح -حسب القبالين- ثمن ينبغي دفعه، وللأردن حق في رقاب الجميع. وهو ما عادت والدة مجدي لتأكيده في كلمة نارية أثناء مسيرة ومهرجان الطفيلة أثارت مشاعر الحضور، وقالت فيها: إذا كان الملك خطا أحمر فإن الأردنيين أيضاً خط أحمر، والوطن خط أحمر. يشار إلى أن المعتقلين متهمون بإطالة اللسان على الملك. وتشهد الطفيلة منذ أيام اعتصاماً مفتوحاً في خيمة أقيمت على مدخل مبنى المحافظة. و شهدت مدن عديدة مسيرات واعتصامات، من بينها معان والكرك والسلط وإربد والشوبك وذيبان، ركزت جميعها على قضية المعتقلين وعلى تقرير الفوسفات، فيما دعت لجان الحراك الشعبي إلى اعتصام اليوم أمام السجن الذي تم توقيف نشطاء الطفيلة فيه. وفي سحاب (شرق عمان) عقد شبان محتجون محاكمة رمزية لعدد من الفاسدين أخذت شكل جلسة قضاء عشائري، كان أطرافها الشعب من ناحية، والفاسد من ناحية، فيما لقيت تلك الفعالية اهتماماً شعبياً كبيراً. أما في المزار الجنوبي فقد تم إحراق مجسمات ورقية رمزت إلى الحكومة والبرلمان. إلى ذلك قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام المقدم محمد الخطيب ل «لشرق» إن إلقاء القبض على بعض المواطنين في محافظة الطفيلة، من قبل رجال الأمن العام جاء نتيجة لخروج هؤلاء المواطنين عن القانون وليس بناء على أيدلوجيات سياسية كما يدعى البعض.