ننطق أحياناً كلاماً جميلاً يملأه الذوق واللباقة، ونُصدر صوتاً مسموعاً يتردد صداه بأن هناك أملاً وإرادةً وتفاؤلاً، ما ينثر الفرح في الأنفس. علينا ألا ننظر إلى «الأمور المعيقة» بشكل سلبي، إنما يجب أن نفكر ونقرر بنجاح لنثبت لهم مَنْ نحن، وما هو دورنا وطبيعة كياننا. سوف نتذكر فئةً «أغلى من الغالي»، إنهم ذوو الإعاقة، وبالأصح ذوو الانطلاقة والإرادة، فهم فخرنا ومصدر افتخارنا، وحقوقهم وواجباتهم علينا كثيرة، ولم نقم بأدائها كلها، لكن لا نقول إلا: «اللهم فرجك علينا وعليهم». ما أود مناقشته في مقالي هذا، هو أن أفراد هذه الفئة يملكون مواهب وإبداعات عديدة ومختلفة ومميزة إلا أنهم مهمشون، ولم يجدوا الدعم اللازم، ولكنهم «ذكوراً وإناثاً» تجاوزوا وعورة الطرق، وعلى الرغم من أنها أتعبتهم كثيراً، إلا أنهم رفعوا من مستوى إصرارهم ونجاحهم. منهم مَنْ يكتب بثقة وأمل وتفاؤل، ومَنْ يصمم باحتراف وإبداع، ويرسم بريشة فنان راقية، ومنهم المعلمون الذين يربون جيل المستقبل بشكل لا مثيل له، ومنهم أطباء جراحون ممتازون، ولاعبو كرةٍ، وحراس مرمى محترفون، وسفراء للأمل موهوبون ومتميزون بجمال كلماتهم وبراءتهم، ومنهم مَنْ يحمل مواهب متعددة ويتمنى ويحلم بتحقيقها بشكل يومي، وعلى الرغم من العوائق والظروف إلا أن أصحاب المواهب، وهم كثر، مازالوا يبحثون ويرددون دائماً أن هناك أملاً وفرجاً، ويصرون على رسم لوحة الحياة بقلم الدعاء، تحت عنوان «أحسن الظن بالله وسيتحقق كل شيء». لذا لا تقل إنهم معاقون، ولا تنظر إليهم على إنهم عاجزون، فتعجز أنت أمامهم، بل كن عوناً وسنداً لهم، وسهِّل ويسر عليهم كل صعبٍ لتنال الأجر من الله دائماً.