إذا أردت أن تكتب عن الراحل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – لن تحتار أو تضيع منك البوصلة فقط عليك أن تختار العنوان. فالراحل الكبير أكثر من عنوان وكان أحد الأعمدة الأساسية للحكم. فقد تولى وزارة الداخلية عام 1975 ميلادية حتى تاريخ وفاته عام 2012 ميلادية. عمل سمو الأمير نايف وزيرا للداخلية طوال 36 عاما مكافحا الإرهاب والتطرف ودحر القاعدة من خلال قيادته حملة أمنية ناجحة. ضرب الإرهاب مناطق عدة في البلاد في فترة توليه الوزارة ولكن بفضل الله وسياسته وحنكته وحزمه وعزمه والضربات الاستباقية، انتصر الحق ودحر الإرهاب ومن والاهم. أسس وطور – رحمه الله – قوى الأمن الداخلي السعودي ووضعه في سلم أولوياته، ولذلك يصنف الأمن السعودي من أوائل الدول عالميا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. أعود إلى عنوان المقال والمناسبة «آخر من ينام و أول من يصحى» حيث كان سمو الأمير – رحمه الله – قبل ما يقارب 15 سنة في رحلة فحوصات روتينية وكان يبقى حتى ساعة متأخرة من الليل يتسلم التقارير من الوزارة وكان مرافقو سموه يبقون معه وما إن يعودوا في اليوم التالي إلا وسموه قد أستيقظ مبكرا. طلب منه بعض مرافقيه أن «ترتاح سمو الأمير» فأجابهم: إن رجل الأمن آخر من ينام وأول من يصحى. لا أنام حتى أطمئن على أن البلاد تعيش الهدوء والسكينة ويجب أن أستيقظ لكي أتابع عمل اليوم الجديد قبل الجميع. نذكر بالراحل سمو الأمير اليوم ونحن فى موسم الشعيرة العظيمة على المسلمين ألا وهي الحج الأكبر الذي شرّف الله حكام هذه البلاد بشرف عظيم أن يكونوا خدما لبيته وحجاجه حيث كان سموه رحمه الله رئيس اللجنة العليا للحج يضع الخطط والتنفيذ على أرض الواقع وما إن ينتهي موسم الحج حتى يضع الخطط للحج المقبل لتلافي أخطاء أو تطوير خطة. يا أيها الراحل إلى عالم الخلود، فلتطمئن بأن البلاد تسير بألف خير ومن تسلم راية وزارة الداخلية من بعدك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف – حفظه الله – وقد عاهد الله والملك والوطن أن يبقى الأمن والأمان في هذه البلاد كما عهدك وأن تبقى راية التوحيد عالية خفاقة.