أوضح الفلكي ملهم محمد هندي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، أن السماء ستشهد اليوم السبت ظاهرة الاقتران الكوكبي؛ حيث يقترن كوكب المشتري «العملاق» بكوكب الزهرة «نجمة المساء» في ظاهرة هي الأبرز خلال هذا العام. وقال «ضمن حركة الكواكب الدائمة في مداراتها تظهر لنا من الأرض وهي تتنقل على صفحة السماء ضمن ما يسمى علمياً «الظاهرية» للكواكب، وأثناء حركتها تتصادف أن يظهر لنا تقارب بين الكواكب في ظاهرة تسمى الاقتران الكوكبي؛ حيث يظهر لنا أن مكان الكوكبين متقارب جدا على صفحة السماء رغم البعد الكبير الحقيقي بينهما». وأضاف «يقترن كوكب المشتري بكوكب الزهرة اليوم السبت في ظاهرة هي الأبرز خلال عام 1437ه، ويمكن رصدها من السعودية والوطن العربي؛ حيث تصل المسافة المشاهدة بين الكوكبين إلى0.3 درجة قوسية، ودرجة قوسية واحدة تساوي مثلي البدر عندما يكون القمر مكتملاً، ورغم المسافة الصغيرة التي تظهر لنا إلا أن المشتري يبعد عن الزهرة حوالي 720 مليون كيلو متر». وزاد «يمكن مشاهدة كوكبي الزهرة والمشتري قبل يوم الاقتران في الأفق الغربي بعد غروب الشمس مباشرة؛ حيث يُرى أولاً كوكب الزهرة؛ لأنه ألمع الكواكب، وبعد فترة قصيرة يتضح كوكب المشتري أعلاه، ويمكن ملاحظة كل يوم اقتراب كوكب المشتري من الزهرة حتى موعد الاقتران 24 ذو القعدة. وبيّن ملهم أن ظاهرة الاقتران ممكن رؤيتها ورصدها بالعين المجردة، ويمكن استخدام التلسكوبات في رصد الظاهرة لرؤية الكوكبين مع أربعة من أكبر أقمار المشتري، ويمكن في حال صفاء الجو رؤية كوكب عطارد على يمين الكوكبين بلمعان خافت ليكمل زينة السماء ذلك المساء. وأبان أن هذا الاقتران المميز بين المشتري والزهرة هو الثاني خلال هذا العام؛ حيث تم رصد اقترانهما بداية العام الجاري في محرم، ولن يلتقيا مجدداً إلا بعد سنة وثلاثة أشهر في 13 صفر 1439ه. يذكر أن كوكب الزهرة يعد أقرب الكواكب للأرض مسافة وحجما وأكثرها سطوعاً؛ حيث تأتي في المرتبة الثالثة بين أسطع الأجرام في السماء بعد الشمس والقمر، وعادة لا يُرى الزهرة إلا قرب الشمس إما في الشرق قبيل شروق الشمس أو في أفق الغرب بعد غروب الشمس، كما نراه هذه الأيام؛ لذا يطلق عليه (نجمة المساء)، أما المشتري فهو أكبر كواكب المجموعة الشمسية؛ حيث يساوي حجمه أكثر من ألف مثل كوكبنا الأرض وهو من الكواكب الغازية، ورغم الفرق الكبير بين حجمي المشتري والزهرة إلا أن بُعد المشتري عن الأرض يُظهر لنا العكس.