لا شك أن حاسة الشم التي يتمتع بها الدكتور بخاري وجعلته يتحسس وجود عمل خفي وترتيبات دنيئة مبكرة لتتويج الهلال ببطولة الدوري بحسب قوله تركت آثاراً سلبية وإيجابية ستبقى على مدار سنوات طويلة حتى تمحى من ذاكرة الرياضيين؛ لأنها صدرت من مسؤول ضد زملائه في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وضد أحد أعرق الأندية الآسيوية والمحلية وهو نادي الهلال. أما أبرز الأثار السلبية فتكمن في حالة الشكوك والريبة وعدم الثقة تجاه اتحاد اللعبة في المستقبل، وسيكون الشماعة التي يبني عليها بعض الأندية فشلهم في المستقبل، خاصة الأندية التي تنافس بشكل دائم على البطولات المحلية وسيكون لسان حالها "الطبخة مطبوخة"، كما أنها ستجعل فريق الهلال يعيش تحت ضغوط نفسية كبيرة، أما إيجابيتها فهي ستوقف أي عملية مرتبة لتتويج أي فريق بما لا يستحق في المستقبل إن وجدت طبعاً. المتتبع لتصريحات بخاري بعد التغريدة الشهيرة يلحظ أنه أوقع نفسه في حرج كبير، فهو لم يعترف أنه أخطأ بحق اتحاد اللعبة أو بحق فريق بحجم الهلال أو أي فريق آخر كما برر، ولكن أي قارئ يدرك أن هذه الشمة يقف خلفها عمل فعلي، ومن خلال علاقاته ووجوده في الاتحاد أو بالقرب منه استطاع أن يشم هذه الرائحة التي لم يستطع أن يتحسسها غيره، وبالتالي فهي تمثل ضربة عكسية قوية له إن لم يقدم أدلة وبراهين واضحة تدين الطباخين وتكشف للرأي العام تبعيات شمته التي حاول التنصل من مسؤوليتها باعتبارها تغريدة تمثل شخصه فقط ولا تمثل الجهة التي يتبع لها وهي اتحاد اللعبة الذي أعلن استياءه من التغريدة وتحويله للتحقيق خلال اليومين المقبلين، ولو افترضنا أنها تمثل شخصه، فهي تعد إساءة قوية واتهاماً واضحاً ولا يقبل التأويل بالفساد. في الأخير أعتقد أن شمة بخاري وتغريدته الشهيرة جاءت في وقت غير مناسب البتة؛ لأنها وجهت كل وسائل الإعلام نحو هذا الموضوع في الوقت الذي يستعد فيه المنتخب السعودي لمهمة تاريخية تتمثل في العودة إلى نهائيات كأس العالم من خلال بوابة روسيا 2018، التي تنطلق تصفياتها خلال الفترة المقبلة، ويحتاج إلى الزخم الإعلامي الكبير الذي انصرف عنه.