مع ارتفاع درجات الحرارة في غالبية البلدان العربية، خاصة في دول الخليج والسعودية، يتعرض كثير من الأطفال والكبار لأشعة الشمس بشكل مباشر، في حديقة المنزل، أو في الشارع، أو في السوق أو في السيارة أو غيرها. ومن أكثر المشكلات التي يخشى منها الأطباء والأهل هي إصابة الأطفال بضربة الشمس التي قد تسبب الوفاة لهم لا قدر الله. فما هي ضربة الشمس؟ وكيف يمكن تجنُّبها؟ وماذا نفعل في حال أصيب بها أحد أبنائنا؟ ضربة الشمس هي حالة طبية خطيرة، تنجم عن فشل المركز المنظم للحرارة في المخ، مما يؤدي لرفع حرارة الجسم «40 مئوية، 104 فهرنهايت» وخللٍ في عمل أعضائه، وهي حالة مهددة للحياة. وقد تصل حرارة الجسم في ضربة الشمس إلى 41 درجة وقد تسبب خللاً في عمل الدماغ. كيف ومتى تحدث ضربة الشمس؟ تحدث ضربة الشمس عند تعرض الطفل أو المريض لفترات طويلة لدرجة حرارة عالية تحت أشعة الشمس مباشرة وأحياناً داخل المنزل أو السيارة خلال موجات الحر الشديدة، في ظروف تهوية سيئة. وأخطر ما تكون ضربة الشمس تأثيراً على الأطفال وكبار السن. وسبب ضربة الشمس هو عدم قدرة الجسم على التخلص من الحرارة الزائدة بشكل سريع، وبالتالي تستمر درجة حرارة الجسم في الارتفاع لدرجة تشكل خطراً على الجسم. ما هي خطورة ضربة الشمس؟ يمكن أن تسبب ضربة الشمس خللاً مؤقتاً أو دائماً في عمل الأجهزة الحيوية في الجسم كالقلب والرئتين والكليتين والدماغ والكبد، وكلما كان ارتفاع درجة الحرارة شديداً كان الخطر أكبر، وقد تؤدي الحالات الخطيرة وغير المعالجة من ضربة الشمس إلى الوفاة. كيف أميِّز أعراض وعلامات ضربة الشمس عند الطفل أو الشخص الكبير؟ الحالة الوصفية لضربة الشمس التي تحدث في موجات الحر الشديد مع الرطوبة العالية، هو أن يصاب الطفل أو الشخص بواحدة أو أكثر من أعراض وعلامات ضربة الشمس التالية: ارتفاع درجة حرارة الجسم وقد تتجاوز ال 41 درجة وقد لا يقيسها ميزان الحرارة من شدة ارتفاعها. الشعور بخفة الرأس والدوار. التعب والضعف العام. الصداع. تشوش النظر. آلام في العضلات. قد يحدث الغثيان والتقيؤ. وقد يحدث هبوط مفاجئ مع فقدان الوعي. سرعة وعمق في التنفس بالإضافة إلى سرعة وقوة ضربات القلب. وقد يحدث هبوط في الضغط. يصبح الجلد حارّاً ومحمرّاً وجافّاً في ضربة الشمس. قد لا يحدث التعرق رغم الحرارة الشديدة. قد يصاب المريض في حالات ضربة الشمس بالهذيان والتشنج والاختلاج وفقدان الوعي. ما هو علاج ضربة الشمس؟ يعتمد علاج ضربة الشمس على تبريد حرارة المصاب حتى تعود لوضعها الطبيعي وبالتالي الحفاظ على صحة الدماغ ووظائف الجسم الحيوية. يجب إبعاد المصاب عن أشعة الشمس ووضعه في مكان مظلل أو مكيف. يجب تبريد الجسم مباشرةً بينما يقوم شخص آخر بطلب المساعدة الطبية لنقل الطفل أو المريض إلى المستشفى. تغطية المريض بملابس مبللة بالماء ويمكن تغطيس جسم الطفل في حوض من الماء العادي أو البارد. مساعدة المصاب على شرب كمية من الماء البارد إن أمكنه ذلك. ضع مصدراً للهواء بجانب الطفل أو المريض المصاب بضربة الشمس «مروحة». قم بقياس درجة حرارة المريض بشكل متكرر في حالات ضربة الشمس. في المستشفى يعطى الطفل المصاب بضربة الشمس السوائل عن طريق الوريد. يجب التوقف عن تبريد الجسم إذا هبطت الحرارة حتى 38 درجة عند المريض المصاب بضربة الشمس. في المستشفى يعطى الطفل المصاب بضربة الشمس السوائل عن طريق الوريد. بعد الشفاء من ضربة الشمس قد لا تستقر حرارة المريض لأسابيع. كذلك الحالات المهملة من ضربة الشمس قد تسبب أذية دماغية دائمة. نصائح للوقاية من ضربة الشمس في فصل الصيف: 1. ارتداء ملابس فضفاضة فاتحة اللون أثناء التعرض للشمس، فالملابس الغامقة تمتص أشعة الشمس في حين أن الملابس الفاتحة تعكس أشعة الشمس. 2. شرب كمية كافية من السوائل. 3. توخي الحذر عند تناول أي من الأدوية التي تؤثر في قدرة الجسم على الحفاظ على رطوبته والتخلص من الحرارة. 4. محاولة تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة، والبقاء قدر الإمكان في الأماكن المظللة وجيدة التهوية. 5. عدم ترك أي شخص خصوصاً الأطفال أو كبار السن في سيارة مغلقة لفترة طويلة في الطقس الحار، فهو سبب شائع مرتبط بارتفاع درجات الحرارة ووفيات الأطفال. 6. تجنب ممارسة الأنشطة الرياضية في الطقس الحار، وعمل جدول زمني مناسب لممارسة التمارين في الصباح الباكر أو في المساء، مع الحفاظ على شرب كمية كافية من السوائل.