يتعرض بعض ضيوف الرحمن اثناء اداء النسك في المشاعر المقدسة الى ضربة الشمس او الارهاق الحراري نتيجة التعرض المباشر لحرارة الجو العالية وتحديدا اشعة الشمس المباشرة، مما يستدعي نقل المصاب الى اقرب مركز صحي او مستشفى. واوضح استشاري طب الأسرة والمجتمع في صحة جدة الدكتور سامي عيد ، أن ضربة الشمس هي حالة طارئة تحدث نتيجة التعرض المباشر لحرارة الجو العالية خاصة اشعة الشمس المباشر ، وسببها اختلال وتأثر مركز الحرارة بالمخ ، وتحديدا مركز تنظيم الحرارة حيث يعجز عن حفظ الحرارة عند معدلها الطبيعي ، وتحدث أكثر لدى الأطفال ، وكبار السن ، ومرضى الأمراض المزمنة ومنها القلب والسكري، اما الإرهاق الحراري فهي ايضا حالة طارئة تحدث نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ولكنها اقل خطورة من ضربة الشمس ويمكن السيطرة عليها. وأشار الى ان تجنب ضربة الشمس والإنهاك الحراري يبدأ بالوقاية من خلال تجنب اشعة الشمس المباشرة خلال التواجد في ساحة المشاعر المقدسة وتجنب الحرارة العالية والإكثار من تناول السوائل، واستخدام الشمسيات الوقاية التي تحمي الرأس من اشعة الشمس. د. عيد خلص الى القول ان اهمال العلاج قد يؤدي إلى هبوط يؤثر على كافة أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة، خاصة الحيوية من خلايا المخ، وتتوقف خطورة الحالة ومضاعفاتها على سرعة اسعاف وعلاج المصاب، التي تعتمد أساسا على تبريد الجسم، وإعطائه السوائل الوريدية. اما اخصائي الأطفال في صحة جدة الدكتور نصر الدين الشريف، فحذر من تعرض الأطفال لضربة الشمس او الإنهاك الحراري، مبينا ان أعراض ضربة الشمس تحدث نتيجة تعرض الرأس للأشعة مباشرة مما يؤدي الى الشعور بالدوخان ويستدعي نقل المريض إلى المستشفى. وأضاف «تظهر أعراض ضربة الشمس الحادة على شكل آلام في الرأس وغثيان وشعور عام بالضيق، فحين يصاب الفرد بضربة شمس يشعر أيضا بضيق النفس وإعياء، كما يشعر بأن الحرارة دوما مرتفعة ويمكن أن تصل إلى 40 درجة مئوية. ولفت الى انه من أجل تفادي ضربة الشمس الحادة هو استخدام الشمسيات الواقية، وتجنب اشعة الشمس والحرارة العالية، والتواجد في اماكن باردة وخصوصا اذا كانت الأسرة تصطحب ابنائها في المشاعر. د. الشريف اكد ان العلاج الأولي لضربة الشمس يكون من خلال وضع قطعة قماش مغمسة بالماء البارد (وليس المثلج) لمساعدة الجسم على طرد الحرارة، وتناول الكثير من الماء، وفي حال اذا أدت ضربة الشمس إلى الإغماء فإنه يجب قلب المريض على جنبه بانتظار وصول الإسعاف. وفي سياق متصل اوضح استشاري المخ الدكتور عبدالمنعم محمد أن ضربة الشمس أكثر ما يتعرض له بعض حجاج بيت الله الحرام، وتحدث بسبب التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس، أو نتيجة ممارسة مجهود عضلي شاق في جو شديد الحرارة، مما يفقد الجسم كميات كبيرة من الماء والأملاح نتيجة العرق الغزير، وخاصة أن ارتفاع نسبة الرطوبة بالجو يحول دون العرق والتبادل الحراري بين الجسم والجو. وشدد على تجنب درجات الحرارة العالية باستخدام المظلات الشمسية البيضاء، وتناول كميات كافية من السوائل مع ملاحظة زيادة تناول الملح لتجنب ضربة الشمس.