من المعلوم أن المملكة من المناطق الحارة جدًّا في العالم أغلب أيام السنة، وقد تصل درجة الحرارة في أيام الحج إلى (44 - 50) درجة مئوية وتكون نسبة الرطوبة عالية، وتعد الإصابات الحرارية من أكثر المشكلات التي تواجه الحاج أثناء تأدية المناسك، وتحدث الإصابات الحرارية بسبب التعرض إلى درجات حرارة مرتفعة للغاية. وهناك نوعان من الإصابات الحرارية: 1- ضربة الشمس تحدث من تأثير مباشر على مركز ضبط حرارة الجسم بالمخ، ويحدث أثناء الحج في الجو شديد الحرارة، وضربة الشمس يمكن أن تحدث لأي فرد، ولكن الأطفال والمسنين وضعيفي البنية، وذوي السمنة المفرطة، ومن يعانون من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض البول السكري، وهبوط القلب أكثر تعرضًا لها، فترتفع درجة حرارة الجسم إلى درجات عالية جداً قد تصل إلى أكثر من 40 درجة مئوية، وهي درجة حرارة خطيرة جداً لا تتحملها أجهزة الجسم. وتبدأ الأعراض بفقدان الوعي فجأة (هبوط مفاجئ) مصحوباً بارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم تصل إلى 40 درجة مئوية، وصداع، ويصاب الجسم بالجفاف، واحمرار الجلد مع آلام في البطن، وقد يحصل معه قيء وإسهال. فإذا تطور الوضع فقد يحدث خلل في وظائف القلب، وتشنجات عصبية ربما أدت إلى الوفاة. العلاج * سرعة إبعاد المصاب عن أماكن الحرارة، وخلع ملابسه مع وضعه على الظهر ورفع رأسه قليلاً، وإذا كان المصاب في وعيه فأعطه ماءً مثلجًا، وإذا كان فاقداً للوعي، فرشَّ على جسمه ماءً بارداً، ثم عرّض الجسم لمروحة حتى يتبخر الماء بسرعة. * ثم ينقل المصاب للمستشفى فورًا مع مراعاة استعمال وسائل التبريد أثناء النقل، فإن سرعة إحضار المريض للمستشفى من أهم العوامل المساعدة على نجاح العلاج وإنقاذ المريض، فكلما تأخر المريض زادت احتمالات الوفاة، أو حدوث المضاعفات بعد الإفاقة. * في المستشفى يتم تبريد المصاب، وقد وجد أن أفضل الطرق في مثل هذه الحالات هو أن يوضع المريض في حجرة مكيفة باردة، وتخلع ملابسه، ويغطى المريض بملاءات خفيفة مبللة توضع فوق الجلد بعد حكه بشاش مبلل بالماء البارد، وتدار مراوح الهواء فوق المريض، وبذلك نقلد الطريقة الطبيعية لما يقوم به الجسم، فعندما يتبخر الماء من فوق الجلد يسبب انخفاضًا تدريجيًّا في درجة الحرارة، وتستمر هذه العملية لفترة طويلة أو قصيرة حسب كل حالة، إلى أن تنخفض درجة الحرارة إلى درجة 38ْم. عند ذلك يجب إيقاف عملية التبريد ويلاحظ المريض، فإذا انخفضت درجة الحرارة أمكن تكرار العملية، وهكذا إلى أن يفيق المريض وتتحسن حالته. 2- الإجهاد الحراري يحدث الإجهاد عندما يتعرض الحاج إلى درجة حرارة عالية، فيفقد الجسم كميات كبيرة من العرق الذي يحتوي على كلوريد الصوديوم (ملح الطعام) فيسقط المريض على الأرض مغشيًّا عليه من كثرة الإعياء، ويكون شاحب اللون وجلده بارداً، ومغطى بطبقة من العرق البارد مع هبوط في ضغط الدم، ويكون النبض ضعيفًا وسريعًا، معتمدًا على ما فقده الجسم من سوائل، وتكون الحرارة طبيعية، أو أقل من الطبيعي، وتقل كمية البول. وأعراض الإجهاد الحراري مشابهة لأعراض ضربة الشمس، والفرق الجوهري هو أن المشكلة الرئيسة في ضربة الشمس هي الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم، أما الإجهاد الحراري فالمشكلة الرئيسة فيه هي الإنهاك والإجهاد الناتج عن التعرق الكثير ونقص الأملاح. العلاج اجلسْ المصاب في مكان بارد، وارفع قدميه، ودلِّك رجليه، وأعطه ماءً مملحًا للشرب (ملعقة صغيرة من الملح مضافة إلى لتر من الماء المغلي)، ولا تعطه شيئًا عن طريق الفم إذا كان غائبًا عن الوعي. وفي الحالات الشديدة يحتاج المصاب إلى دخول المستشفى ويعطى محلول الملح في الوريد، إلى أن يستعيد قواه، ويعود البول إلى حالته الطبيعية، وترتفع حرارة الجسم إلى المستوى الطبيعي.