المملكة منذ نشأتها وفي مراحلها الثلاث قامت على التوحيد والسنة، بداية من تحالف الإمام محمد بن سعود والشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب، وسارت على هذا النهج الصحيح طيلة عهودها الثلاثة حتى وصلت الى عهدنا العامر، بعد أن قام الإمام المؤسس عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وبنى هذا الوطن الشامخ الأبي الذي يتشرف بجميع مكوناته، حيث يحتل مساحة شاسعة الأطراف تغطي 90 % من كامل الجزيرة العربية. تجد فيه تجمعا لأعراق كبيرة وثقافات قبلية وحضرية مختلفة وعادات وأعراف متماسكة داخل المدن والهجر، فاجتمعت فيها الحضارة والبداوة وتلاقت فيها الألسن والنحل فاختلطت وتباينت الأفكار، فكان معينا زاخرا جميلا كونت بموجب ذلك نسيجا متعدد الأطراف وعراقة علمية ثقافية تحمل في طياتها الكثير من التجارب الإنسانية المعاصرة، التي تصب في مصلحة مواطني هذا البلد العظيم قلما تجده في مجتمعات أخرى، وهذا ما تلمسه من خلال علاقة ولي الأمر برعيته، حيث تجد الحب والاحترام والتقدير المتبادل حتى مع وجود التيارات والشرائح المختلفة. حتى وإن اختلفت الآراء وتصادم الجمع وزاد الجدل، لكن أجمل ما في هذا الموضوع هو الرجوع إلى الدين وأخذ الرأي السديد من منظور شرعي وزاوية حل وسطية ورؤية غير متطرفة أو من خلال العرف والتقاليد الكريمة، وقس على هذا الكثير مما يستجد في حياتنا وواقعنا المعاصر الذي نعيشه وما نراه أو نسمع عنه، ولقد تسلط علينا الكثير من أصحاب الفتن والفتاوى الضالة من أجل زعزعة عرى الأخوة وقتل التلاحم، ظنا من عند أنفسهم وتفكيرهم الفاسد بأنهم قادرون على ذلك، حيث كثر علماء الإفتاء والضلالة وتقدم مشايخ مع الأسف كنا نحسن الظن بهم، فقد زين لهم الإعلام المعادي للإسلام وأهله عامة ولهذه الدولة العظيمة وولاة أمرها وشعبها بشكل خاص، فهولاء «لم يعرفوا من الدين إلا اسمه وفهموا الحديث بغير رسمه» باتجاه ضرب قلب الوطن، حيث تجد ذلك من خلال برامج التواصل الاجتماعي والقنوات الرخيصة مدفوعة الأجر الكثير ممن تصدر مجلسه (فأفتوا بخبث النيات وحللوا الحرام والخطايا وأفسدوا الحديث والرواية) ومع الأسف الشديد انطلق الشباب نحوهم وهبوا إلى أحضانهم وصدقوا أقوالهم، وهي شريحة من لم يبلغ الحلم ومن المراهقين استطاع الفكر غير السوي أن يسيطر عليهم من خلال برامج غسيل المخ الذي يحاكي الرغبات الكامنة في دواخلهم ويخاطب الغريزة الحيوانية والجهل والانكسار والفراغ الديني، فكان فعل المنكر رخيصا وزعمهم قتل الوالدين والإخوة والأقارب بأنهم كفرة وبداية الطريق إلى الله وتدمير مكتسبات الوطن. ومثل هولاء المراهقين كالذئاب المنفردة التي خرجت علينا من بيضة فاسدة وحسب النشرة العلمية، فإن من يمثل هؤلاء أحد نوعين: إما أن يكون مجنونا أو شريرا متهورا!! وعلى ذلك لابد أن يجتمع القوم ويقفوا صفا واحدا، وترتيب الأوراق من الداخل منهجيا ودينيا واجتماعيا لحماية هذا البلد وأهله، والقضاء على هذا التفكير وتكفير كل من يؤمن أو يعتقد به وتجفيف منابع الإرهاب.