حكى ابن الجوزي في (أخبار الأذكياء)، أن دجالاً جهبذاً أيّام العصر العباسي هاجر من بغداد إلى حمص بصحبة زوجته حمّالة الطلاسم والحطب، لأن حمص كما قال الدجال وقتها، (بلد حماقة) وأهلها يسهل خداعهم بذريعة الدين. “الكلام ده كان زمان يا شوام، حتى لا يثور علينا الحمامصة، كفاية عليكم الشبل”. المهم.. هبط الدجال حمصاً واعتكف بمسجد المدينة صائماً مبتهلاً معتكفاً، وزوجته باسطة طعامها بالوصيد سراً، تطبخ له زبيباً مخلوطاً بالكورن فليكس والكُشري، وتضعه في الشمس حتى يتغيّر لونه ويصير مثل (العَذرة) لا مؤاخذة، ثمّ تضعه في دورة مياه نظيفة ملحقة بالمسجد، فيدخل الناس ويخرجون وهم في زنقة من أمرهم ويلقون نظرة على مخلوط الزبيب فيحسبونه (شوية بتاع)، ضل طريقه إلى ثقب الأوزون، فيشيحون منه قرفاً. يتسلّل الدجال العباسي إلى الحمام ويأكل طعامه ويمسح شاربه ويعمل فيها (ميّت)، ويظل متظاهراً بالصوم والصلاة حتى نقلت وسائل الإعلام كراماته لغمار الناس، فتوافد عليه العوانس ومضاربو البورصة والباحثون عن عمل أو أمل. والدجال في شهرة من أمره، فوجئ المصلون بسيدة رقطاء تهجم عليه لطماً وتقول: (يا مفتري، إنت اللي قتلت ولدي في بغداد)! إذن بدأت الخطة! خلّص الحواريون شيخهم من قبضة السيدة التي لم تكن إلا زوجته حمّالة الطلاسم وحطب الزبيب، قبل أن يعترف الشيخ الأفّاك بأنه قتل ابنها فعلاً ذات غضب، لكنه تاب حباً في أهالي حمص الطيّبين! شُفت الاستهبال كيف؟! طلب الشيخ الأفّاك من متابعيه في (تويتر الزمن داك)، ترك السيدة تقتصُ منه قتلاً، فاستعطفها المغفلون لترضى بالدية وتعفو عن الرجل (الواصل)، فتمنّعت وتدلّلت حتى تضاعف الرقم لعشرات الديات. شالوها وراحوا في ستين داهية! غداً نواصل.