أفادت مصادر سورية عدَّة بتقدُّم فصائل مسلَّحة معارِضة أمس في كلية المدفعية (جنوب غرب مدينة حلب) وسيطرتها على أجزاءٍ منها، خلال معركةٍ شَمِلت السيطرة على مواقع عسكرية أخرى منها كلية التسليح ومستودعٍ للذخيرة. وأعلنت شبكة «شام» الإخبارية، مساء الجمعة، سيطرة الفصائل على كلية المدفعية المسمَّاة «مدفعية الموت» كونها كانت مقرَّ إطلاق قذائف من جانب قوات النظام. وكتبت الشبكة، في تقريرٍ لها، أن هذه «هي المرحلة الثالثة» من «معركة حلب الكبرى»، ملاحِظة سعي المعارِضين إلى إتمام هذه المرحلة بنجاح للعبور في اتجاه الأحياء الشرقية في حلب «مركز محافظة شمالية تحمل الاسم نفسه». ومنذ عام 2012؛ تنقسم المدينة إلى أحياء شرقية مع المعارَضة وغربية تحت سيطرة قوات بشار الأسد التي تفرض منذ أسابيع حصاراً على القسم الشرقي. وأشار تقرير «شام» إلى «بدء المرحلة الثالثة من المعركة» عصر الجمعة باستهداف مواقع قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة وراجمات مدفع الفيل، ثم تنفيذ هجوم مكثَّف مهَّد الطريق للدخول إلى كتيبة التسليح وكسر خطوط دفاعية أمامية، حيث دارت اشتباكات انتهت بسيطرة المعارَضة على كلية التسليح وكلية البيانات ومبنى الضباط ومستودع للذخيرة. فيما تراجع جيش النظام وميليشيات موالية له، تضم مقاتلين أجانب، في اتجاه كلية المدفعية والفنية الجوية. ووفقاً للشبكة نفسها؛ اقتحم المعارضون بعد أقل من ساعة كلية المدفعية وسيطروا عليها «في شكل كامل»، بعد هروب ومقتل عديدٍ من ضباط وعناصر جيش النظام والميليشيات، فيما دارت اشتباكاتٌ على أطراف الفنية الجوية «وسط سيطرة نارية كبيرة للمعارَضة على المنطقة». واعتبرت «شام» أن فك الحصار عن حلب «مسألة ساعات» قليلة «لأن كلية المدفعية في الراموسة كانت العقبة الأكبر في ذلك»، فيما بات ممكناً الآن ربطُها بما تحرَّر من أراضٍ «انطلاقاً من الريفين الغربي والجنوبي للمدينة». وبذلك قد تتحول «مدفعية الموت التي تسببت في استشهاد عشرات الآلاف من المواطنين» إلى «بوابة الحياة التي سيعبرها الثوار في اتجاه المناطق المحررة التي ترزح تحت حصارٍ من قرابة 20 يوماً»، وفقاً لما ورد في التقرير. وترافق القتالُ أمس مع قصف جوي مكثَّف من قِبَل مقاتلات تابِعة للنظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكر المرصد، في بيانٍ له مساءً، أن المعارك العنيفة متواصلة بين قوات الأسد والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من طرف؛ والفصائل من طرف آخر، مفيداً بتمكُّن الأخيرة من التقدم في كلية المدفعية والسيطرة على أجزاءٍ منها. وأكد البيان استهداف الفصائل قاعدة صواريخ «كورنيت» تابعة للنظام في منطقة «حاجز المول» قرب الكلية عند أطراف حلب الجنوبية، ما أسفر عن تدميرها ومقتل وجرح عددٍ من المسلحين الموالين للأسد. ووثق المرصد، في بيانٍ آخر، مقتل 10 مدنيين على الأقل، بينهم 7 أطفالٍ، جرَّاء غاراتٍ أمس نفذتها طائرات حربية على حي المرجة الموالي للمعارضة في شرق حلب. وأكد مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، وقوع مجزرةٍ نفذتها طائرات حربية، لم يُعرَف إذا كانت تابعة للأسد أم روسية، بقصفِها مناطق في حي المرجة، ما أسفر عن مقتل 10 مدنيين بينهم 7 أطفال. واستدرك أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع لوجود جرحى في حالة خطرة. وكانت فصائل مسلحة معارِضة أطلقت الأحد الماضي معارك عنيفة جنوب غربي حلب ضد قوات الأسد وحلفائه من ميليشيات حزب الله الإرهابي وأخرى إيرانية. وتسعى الفصائل إلى السيطرة على حي الراموسة، ما قد يمكِّنها من فتح طريق إمداد نحو الأحياء المحرَّرة في شرق وجنوب شرق المدينة، مع إمكانية قطع طريق إمداد رئيس للنظام في الأحياء الغربية. وأكد تقريرٌ لوكالة «فرانس برس» شنَّ المعارضة المسلحة هجوماً الجمعة على أطراف حي الراموسة، إذ تركزت الاشتباكات العنيفة في محيط كليتي المدفعية والتسليح، مع غطاء جوي سوري وروسي لقوات الأسد. وعلى جبهةٍ أخرى في محافظة حلب؛ حقق فصيل «قوات سوريا الديموقراطية» تقدُّماً إضافيّاً في مدينة منبج بعد اشتباكات عنيفة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. وعلَّق رامي عبدالرحمن بقوله «قوات سوريا الديمقراطية باتت تسيطر على 70% من مساحة منبج»، معتبراً أن «داعش دخل مرحلة النهاية في المدينة، لكن ذلك لا يعني أن المعركة ستنتهي خلال أيام بسبب وجود كثافة سكانية في المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم»، مشيراً إلى اتخاذ الأخير المدنيين «كدروع بشرية» خلال المعارك. ولاحظ عبدالرحمن أن ما حققته «قوات سوريا الديمقراطية» خلال أسبوع عجزت عن تحقيقه منذ بدء هجومها للسيطرة على المدينة في ال 31 من مايو الماضي بغطاء جوي من التحالف الدولي ضد «داعش». وفصيل «قوات سوريا الديمقراطية» يتألف من مقاتلي وحدات الحماية الكردية وآخرين عرب، ويكتفي بقتال «داعش».