بدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استعداداتها لمواجهة موجة نزوحٍ جماعي محتملةٍ من مدينة الموصل، مُقدَّرةً العدد المتوقَّع للنازحين بنحو مليون شخص قد يضطرون إلى ترك ديارهم في شمال العراق خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. وإعلان اللجنة يرتبط بتزايدٍ محتملٍ في حدَّة معارك استعادة الموصل. وتنفِّذ حكومة بغداد حملةً عسكريةً لاستعادة المدينة من تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يتخدها أكبر معقلٍ له. وصعّدت القوات الحكومية، المدعومة من الولاياتالمتحدة، عملياتها ضد "داعش". ويُتوقَّع أن تزحف في وقتٍ لاحق من العام الجاري على الموصل ثاني أكبر مدن البلاد. وأوضحت لجنة الصليب الأحمر، ومقرُّها جنيف، أن "ما يصل إلى مليون شخص إضافي قد يضطرون إلى النزوح عن ديارهم في العراق في الأسابيع والأشهر المقبلة، وهو ما سيمثل مشكلة إنسانية هائلة للبلاد". وأشارت، في بيانٍ لها، إلى 10 ملايين عراقي يحتاجون إلى مساعداتٍ بالفعل "ومن الممكن أن تزيد أعدادهم كثيراً مع فرار مزيد من المدنيين". وفي محيط الموصل؛ تستعد الأممالمتحدة لما تقول إنها ستكون أكبر عملية إغاثةٍ هذا العام. وتتخوف المنظمة الدولية من فرار أعداد كبيرة من السكان للابتعاد عن طريق القوات الحكومية لدى تقدمها. وسيحتاج الفارّون إلى المأوى والغذاء والماء وخدمات الصرف الصحي لمدة تتراوح بين 3 أشهر و12 شهراً بناءً على حجم الدمار في المدينة. فيما تحدث مدير عمليات لجنة الصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط، روبرت مارديني، عن إعداد اللجنة خطط طوارئ لتوزيع الغذاء والأدوية وإمدادات أخرى وفقاً لعدة سيناريوهات محتملة. وشدَّد "علينا أن نستعد للأسوأ، وربما يتحرك مئات الآلاف في الأسابيع والأشهر المقبلة سعياً للحصول على المأوى والمساعدة". وقدَّر أن نحو 3 ملايين شخص يعيشون في المناطق التي يحتلها "داعش". وأخبر مارديني الصحفيين "إذا ما حدث تدفق ضخم للنازحين من الموصل نحو الجنوب أو حوصر سكان مدنيون بسبب القتال داخل المدينة؛ سنحاول الاستجابة بالمساعدات الإنسانية بشكل يتناسب مع الاحتياجات أينما وجدت". ورأى أن على السلطات الحكومية وهي تراقب الفارين من القتال ضمان حسن معاملة المدنيين والسماحُ للمحتجزين ومن يخضعون للتحقيق للاشتباه في صلاتهم بالتنظيم الإرهابي؛ بالاتصال بذويهم. ووفقاً له؛ زار مسؤولو لجنة الصليب الأحمر حتى الآن 33 ألف معتقل في مراكز احتجاز عراقية هذا العام. وأكد مارديني أن اللجنة لم تجرِ أي تواصلٍ مع "داعش". وتحدث، في سياقٍ متصل، عن تسبُّب التفجيرات الانتحارية التي وقعت في بغداد ومدن أخرى في يوليو الماضي في تكدُّس الجثث في المشارح. وشرَح لدى عودته من زيارةٍ إلى العراق استغرقت 3 أيام "التعامل مع تكدُّس الجثث يدفع قدرات الطب الشرعي في هذه البلاد إلى حافة الانهيار". وخصَّ بالذكر وحدات المؤسسة الطبية القانونية في بغداد "التي تتسع لحفظ 150 جثة بينما لديها اليوم 1000 جثة"، ماضياً في القول "لذلك يمكنكم أن تتخيلوا مع درجات حرارة تتخطى 50 درجة مئوية التحدي الذي يشكله الأمر".