قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية: إن العراقيين السُّنة فروا من المعارك بين تنظيم "داعش" والقوات الحكومية في الأنبار ليجدوا مخاطر جديدة تواجههم في العاصمة العراقيةبغداد. وأبرزت الصحيفة اتخاذ نحو 40 أسرة عراقية من الفارين من القتال غرب محافظة الأنبار الشهر الماضي مسجداً في ضواحي العاصمة ليكون مسكناً مؤقتاً لهم. وأشارت إلى أنه على بوابة الشارع المؤدي للمسجد يوجد قفل كبير، ولا يسمح لتلك الأسر بمغادرة مكانها إلا في حالة الطوارئ، حيث تخشى الأسر من التوجه إلى المستشفى بمفردها، لذلك ينتظرون الانتقال عبر سيارات الإسعاف، ونقلت عن أحد العراقيين السنة الفارين من الأنبار، أنه وغيره في حاجة للحماية من أجل ضمان أنهم سيبقون أحياء خلال تحركهم في الشارع. وذكرت الصحيفة أن المشهد في حي الغزالية بضواحي العاصمة العراقية يعطي لمحة مأساوية عما يواجه معظم العراقيين الفارين مؤخراً من القتال، فأكثر من 100 ألف شخص تركوا منازلهم بعد القتال العنيف بين القوات الحكومية ومسلحي "داعش" بالأنبار الشهر الماضي، وتوجهوا إلى بغداد والمحافظات الجنوبية التي يهيمن عليها الشيعة. وأشارت إلى أن مزيداً من الأشخاص يسعون للفرار من الأنبار مجدداً بسبب تجدد القتال بشكل مكثف خلال الأيام الأخيرة في مدينة الرمادي عاصمة المحافظة. وتحدثت عن أن هؤلاء الفارين يمثلون أحدث موجة من الذين أجبروا على ترك منازلهم جراء الصراع الجاري في العراق، حيث شهد العراق موجات نزوح داخلي منذ بداية 2014م لنحو 2.8 مليون شخص، وفقاً لمنظمة الهجرة الدولية. وأشارت إلى أن الفارين الجدد من الأنبار هربوا من الدماء هناك ليواجهوا في بغداد والجنوب الشك والعداء، فبعض المسؤولين العراقيين في العاصمة ربطوا بين تدفق النازحين السنة للمدينة وموجة انفجارات السيارات المفخخة في بغداد. وأضافت أن النازحين يشتكون من تعرضهم لمضايقات من قبل قوات الأمن والميليشيات الشيعية الذين يخشون من أن النازحين القادمين إلى بغداد ربما تربطهم علاقة ب"داعش"، مشيرة إلى أن مشرحة العاصمة شهدت زيادة في قتلى الحوادث التي يشتبه في كونها طائفية. ونقلت عن أحد الفارين من حي تميم في الرمادي إلى بغداد أن ما يحدث لهم يعتبر موت بطيء، حيث يواجهون الإرهاب والجوع وعدم وجود المال أو المنزل، مشيراً إلى أنه إذا بقي في الرمادي فسيقتلهم "داعش" وفي بغداد يواجهون خطر الميليشيات. وتحدثت الصحيفة إلى إمام مسجد الغزالية الذي أشار إلى أن النازحين الذين يقيمون في المسجد يسلمون بطاقات الهوية الخاصة بهم ولا يسمح لهم بالتحرك في شوارع بغداد وذلك بطلب من الشرطة من أجل سلامتهم.