تغفل وسائل إعلامنا من حين إلى آخر عن إنجازات أبناء المملكة العربية السعودية في مجال الأعمال الإنسانية وغيرها من المجالات الإنسانية. لقد سنحت لي الفرصة أن ألتقي بالدكتور أحمد بن صالح السيف، مرشح المملكة العربية السعودية لعضوية لجنة خبراء الأممالمتحدة المعنية بحقوق الأفراد ذوي الإعاقة في مقر الأممالمتحدة في نيويورك. ومن المعلوم أن طبيعة العمل الانتخابي تتطلب دوراً حيويًا ومهما للإعلام بشتى وسائله وأدواته للتأثير في مجرى ونتائج الانتخابات على جميع الأصعدة والمراحل. أقولها بكل أسى: إنَ إعلامنا غائب في أوقات كثيرة عن دعم مرشحنا البطل الدكتور السيف، لكن تفاعل عديد من أبناء الوطن باجتهادات شخصية عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع هذا الإنجاز الإنساني المشرف باسم المملكة العربية السعودية في محفل دولي مهم كان له الصدى الطيب. لماذا غاب الإعلام وهمش دوره المهم عن هذا الإنجاز في هذه المرحلة الحساسة؟ ومن هو المسؤول عن هذا التقصير؟؟ بكل فخر، شهد العالم في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة تأكيد والتزام ودعم المملكة العربية السعودية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فكان الدكتور السيف أول مرشح ينال ثقه المملكة العربية السعودية ليكون عضو لجنة خبراء الأممالمتحدة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. لعل هذا السبب هو ما جعلني أستغل غياب الإعلام وعدم تفاعله بالشكل المطلوب للتعرف على مرشحنا وإعطاء صورة توضيحية عن هذا الترشح والاطلاع على أبرز أهدافه وكيفية دعمه وما فوائد وانعكاسات ذلك على المجتمع السعودي. أرجو ألّا يكون الإعلام مقصراً في توفير المساحة المناسبة للحديث عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. فذلك عمل إنساني في المقام الأول، إذْ لابد من زرع الوعي في المجتمع وتعريفه بأن إخواننا ذوي الأعاقة جزء أساسي من المجتمع ومكوناته ويتمتعون بحقوق كاملة ومدعومة دوليًا ومحليًا لتنمية المجتمعات الإنسانية سواء على الصعيد السياسي والاجتماعي أو المدني والثقافي والاقتصادي. مما لاشك فيه أن اقتران تطبيق القوانين بارتفاع سقف الوعي في المجتمع سيساهم وبقوة في استقرار الشعوب ودفع عجلة التنمية المستدامه فيها. لذلك يتحتم على الإعلام أن يتبنى أجندة مهمة تتبلور حول رفع مستوى التوعية الاجتماعية والعمل الدؤوب لخلق الوعي بين أفراد المجتمع حول حقوق الأفراد ذوي الإعاقة. قدَّر الله لي أن التقي بقامة شامخة في سماء الإبداع هو الدكتور أحمد بن صالح السيف في إحدى قاعات الأممالمتحدة بعد يومين فقط من ترشيحه، حيث قال لي «حصلت على عديد من الجوائز ومن أبرزها جائزة الأميرة صيتة» التي كانت محفزةً لي بشكلٍ كبيرٍ لمواصلة الإنجاز والعطاء والكفاح. شرح لي بكل تفانٍ كيف أن هذه الجائزة مثلت إضافة وعلامة بارزة في سيرته الذاتية، ودفعت به إلى مزيدٍ من السعي لتحقيق الأمانة التي تحملها رسالة الجائزة الرئيسة بأن أصبح مشكاة لذوي الإعاقة، وملهماً لهم بتجربته وأن يعزز في نفوسهم حب العمل ويساعدهم لسلك دروب الإبداع والإيجابية. حقاً لقد لمست فيه روحَ رجلٍ يتمتع بطاقة فذة وتفاؤل فريدٍ من نوعه لتحقيق أمنيات وأهداف الأفراد ذوي الإعاقة، ليثبت للعالم أجمع أن الإعاقة لا تعيق الفرد عن التميز وعن أن يكون صوتًا لفئته التي عانت ولا تزال تعاني في المجتمع، فها هو الدكتور اليوم يُسطر بإنجازه نجاحًا فذًا فهو أول سعودي يُرشح من قبل الأممالمتحدة للعمل بكل جد واجتهاد، وهو خير برهان على أن الأحلام قد تصبح حقيقة والإنجازات قد تصبح ملموسة لذوي الإعاقة. رسمياً رشح الدكتور السيف ليكون عضو لجنة خبراء الأممالمتحدة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لمدة أربعة أعوام من سنة 2017م إلى 2020م وفي هذا الوقت بالذات هو في أمس الحاجة للدعم من الجميع، علماً بأن معظم سفراء دول العالم في الأممالمتحدة أشادوا بمرشحنا السيف كونه أفضل المرشحين لهذا المجال وأن سيرته الذاتية مشرفة وأنه الرجل المناسب للمكان المناسب. فقد تطلب بلوغ الأمر منه إجراء أكثر من 92 مقابلةً في الأممالمتحدة قبل الخوض في الانتخابات، وأبهر العالم بكفاءته وخبراته وصلابة إرادته، فجعل الجميع يتحدثون عن أفضلية مرشح المملكة العربية السعودية لدى الأممالمتحدة. وكما أود أن أشيد بكل فخر بالدور الحيوي الذي تلعبه حكومة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على حسن الاختيار للدكتور السيف ليكون هو المرشح الأمثل لهذا المنصب الإنساني لدي الأممالمتحدة وأن ننوه إلى جهود جميع أفراد وفد المملكة العربية السعودية لدى الأممالمتحدةبنيويورك على ما قاموا به من دعم ومساندة للدكتور السيف وعلى رأسهم المخضرم السفير عبدالله بن يحيى المعلمي مندوب المملكة الدائم بالأممالمتحدة.