الأم: ابني متى نذهب للسوق لشراء ملابس العيد؟ الابن: لقد جهزت لك كفنا يليق بك يا أمي التعيسة..!! ليلة الجريمة: ليلة من ليالِ رمضان، شهر قطع الأرحام!! المؤلف: مجموعة شيطانية تحت مسمى ‹الدواعش»!؟ هذه مقدمة حوار لمشهد في فيلم الرعب الذي هز السموات قبل الأرض، بسيناريو الحقيقة! تلك المرأة التي ماتت وهي تحلم كيف تحقق السعادة لطفليها، كانت تستعيد شريط ذكرياتها منذ أن كانا علقة في بطنها..! أبهذا تجازى الأم..؟!! حملتهما توأماً سوياً! وأرضعتهما سوياً! وقتلاها سوياً! تربي ويأتي من يُجاهد لتضليل هذه التربية، لقد انغمسا في ظلمات وضلالات (داعش)، وامتزج حليب البراءة مع حليب (داعش) الملوث بالقتل، سعيا منهم لتغليب قوى الشر على الخير، وتتساقط قطرات الدم البيضاء لتطهر جدران الأرض بدم أحمر طاهر! حادثة حي الحمراء التي وقعت في العشر الأواخر من رمضان، أشبه بمشهد من فيلم دموي لا يصدّق وقوعه في الحَيَاة، مع ذلك أصر المخرج على أن ينفذ الجزء الرئيس من الفيلم بعد تخطيط مدروس تحت إشراف مدرسة (داعش) الدموية. الوالدان اللذان أوصانا الله بالإحسان إليهما، والبر والمعاملة الحسنة لهما، قال الله تعالى «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالديْن إحسانا»؛ منزلتهما عظيمة عند الله سبحانه، وهما مسلمان.. فما بالك لو كانا مشركين..! فقد أوصانا بهما ربنا حتى وهما مشركان، ولو جاهدا على أن يدخلا أبناءهما في الشرك، قال تعالى «وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا»، الدين الإسلامي دين واضح وسليم، والقرآن والسنة منهج هذا الدين، وكل من وهبه الله العقل لن يشك أبدا في منهجية هذا الدين وصدقه في تنظيم وتطهير حياة البشر حتى يعيشوا في تميز عن بقية مخلوقاته كما أراد لهم ذلك خالقهم. الجميل في الدين الإسلامي الذي حرص على معاملة الوالدين المسلمين واقترانه برضا الله سبحانه، فما بالك بغير المسلمين، وأذكر لكم فيه الرسول مثالاً لها بهذا الحديث كما روى حديث أبي هريرة، قال «زار رسول الله صلى الله عليه وسلم الله قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، ثم قال: استأذنت ربي أن أزور قبرها فأذن لي». ما يحدث اليوم هو ظاهرة غريبة تتبرأ منها كل الأديان، وهذا عكس ما جاء في القرآن: هو الولاء والطاعة لمن؟ للذين يزعمون أنهم منزهون يؤلفون كتبا جديدة وكي تظهر ولاءك لهم أثبت ذلك بأقرب الناس لك، اقتل أمك، أباك، أخاك، ابن عمك، وإن فعلت فلك الجنة وحور العين كما يزعمون!! شباب غير مدرك لدينه، غير حافظ لكتابه، غير مجاهد لشيطانه، شيطان الإنس وليس شيطان الجن، الذي تشبع بأفكار دموية مسيطرة على قلبه وعقله، مغيرا لدينه الحق إلى توجهه الباطل، لماذا لم نسمع بقتل الأب لابنه، والأخ لأخيه، والابن لأمه وأبيه في قصص القرآن؟ سيدنا نوح عليه السلام ابنه كافر ولم يقتله! وإبراهيم عليه السلام أبوه كافر ولم يقتله! لوط عليه السلام زوجته كافرة ولم يقتلها! خاتم الأنبياء وسيد الرسل محمد بن عبدالله عمه كافر ولم يقتله! وهم أنبياء وقصص للمفكرين والعاقلين! فما بالك بمن يقتل أخاه وهو مسلم!؟ وأمه وأباه وهما مسلمان!؟ من هنا لابد من إزاله الشوائب العالقة في عقولهم، والحرص على توعيتهم أكثر بطرق مختلفة ومتنوعة تناسب أعمارهم؛ حتى ولو وضعنا منهجا جديدا في المدارس والجامعات يركز فقط على محاربة الاٍرهاب والجماعات المتطرفة، ووضع عقوبات صارمة، لا تهاون فيها لمن يفكر في قتل الأم والأب والأخ لمن يزرع بذرة الضلال في قلوب المسلمين. عقول لا ندري كيف تم تجنيدها، وتوريطها في تنظيم الضلال الملوث فكرياً، وإلغاء عقولهم، وإقناعها بأن الجنة فوق جثث المسلمين! يا رب احفظ والدي كليهما واجعل لهما من حوض طه موردا واكتب لهما حسن الختام لأنه باب العبور إلى النعيم الخالد.