قُتِلَ 23 شخصاً على الأقل، معظمهم من المصطافين، جرَّاء غارات جوية استهدفت أمس منطقةً سياحيةً في محافظة إدلب الموالية للمعارَضة شمال غربي سوريا. ولم يُعرَف، بحسب وكالتي «رويترز» و»فرانس برس»، ما إذا كانت الطائرات الحربية للنظام هي من شنَّ الغارات أم حليفتها الروسية، علماً أن قوات بشار الأسد تخرق هدنة ال 72 ساعة منذ يومها الأول الأربعاء الماضي. في هذه الأثناء؛ ندَّدت باريس بهروب الأسد إلى الأمام عسكريّاً. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان؛ استهدفت الغارات الجوية منطقةً على ضفة نهرٍ في بلدة دركوش غربي إدلب قرب الحدود التركية. وأوضح المرصد وشهود عيان أن القتلى والمصابين كانوا قد جاءوا من بلداتٍ قريبةٍ من إدلب للاحتفال بعيد الفطر. وإدلب، المحافظةُ والمدينةُ «المركز»، معقلٌ لجماعات معارِضة. وتوقع المرصد زيادة عدد الضحايا نظراً لوجود إصابات خطيرة. فيما علَّق أحمد يازجي، وهو رئيس الدفاع المدني في بلدة جسر الشغور القريبة من موقع الهجوم، قائلاً «كان منظراً مرعباً»، مشيراً إلى أطفال ونساء بين الضحايا. وشدد يازجي «المكان الذي تم استهدافه لا يوجد فيه مقر عسكري أبداً». إلى ذلك؛ دانت فرنسا أمس الهجوم الذي يشنه نظام الأسد وحلفاؤه على مدينة حلب «شمال سوريا» في انتهاكٍ للهدنة. وانتقدت وزارة الخارجية الفرنسية الهروب الخطير – من جانب الأسد- إلى الأمام من الناحية العسكرية. وأعلن المتحدث باسم الوزارة، رومان نادال، أن بلاده «تدين الهجوم الذي شنه النظام السوري وحلفاؤه لمحاصرة الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من مدينة حلب». ودعا المتحدث إلى «احترام وقف الأعمال القتالية، والوقف الفوري لقصف المدنيين، والسماح بنقل المساعدات الإنسانية بحرية ودون عقبات، وإيجاد حل سياسي دائم لإنهاء النزاع». وتستهدف قوات الأسد والميليشيات التابعة لها، منذ أمس الأول، تطويق الأحياء الشرقية في حلب عبر محاولة قطع طريق الكاستيلو. ومنذ عام 2012؛ باتت هذه المدينة، وهي الرهان الرئيس في النزاع، مقسَّمة بين منطقة غربية يسيطر عليها النظام وأخرى شرقية تحت سيطرة المعارضة «شرق». وأفادت مصادر من المعارضة، أمس الأول، بخوض الفصائل المناهضة للنظام معاركَ لتأمين طريق الكاستيلو الذي يعد المنفذ الوحيد بالنسبة للأحياء الشرقية.