أفصح وزير العدل البريطاني، مايكل جوف، عن نيتِه الترشح لرئاسة الوزراء خلفاً لديفيد كاميرون، فيما أعلن رئيس بلدية لندن السابق، بوريس جونسون، امتناعه عن خوض هذا السباق ما شكَّل مفاجأة. وأيَّد جونسون وجوف الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعكس زميلهما في حزب المحافظين كاميرون الذي أيَّد البقاء واضطر إلى إعلان استقالته عقِب فوز «معسكر الخروج» بنسبة 51.9 % في استفتاء ال 23 من يونيو. وأطلقت نتيجة التصويت أزمةً سياسية. وسيكون على من يخلُف كاميرون خوضَ محادثاتٍ صعبةٍ مع أوروبا لإصلاح ما لحِق بالعلاقات الثنائية من أضرار. وبانضمام جوف إلى السباق؛ يصل عدد المرشحين لخلافة كاميرون في الحزب والحكومة إلى 5 هم 4 وزراء حاليين وخامس سابق. وصباح أمس؛ كشفت وزيرة الداخلية التي كانت تطالب بالبقاء في الاتحاد الأوروبي، تيريزا ماي، عن عزمها ترشيح نفسها لقيادة حزب المحافظين وبالتالي رئاسة الوزراء. لكن الحدث الذي هزَّ السباق هو الإعلان المفاجئ من جانب وزير العدل. وكان الوزير، الصديق المقرب من كاميرون، قال من قبل إنه سيؤيد مساعي بوريس جونسون لرئاسة الحكومة. لكن جوف عاد ليتحدث، في تعليقٍ نشرته مجلة «سبكتيتور»، عن توصَُّله رغماً عنه إلى استنتاجٍ مفاده أنه ليس بوسع بوريس تولِّي دور القيادة أو«العمل على بناء الفريق استعداداً للمهمة التالية». ونجح جونسون في توسيع نطاق شعبيته بين أعضاء حزب المحافظين بصفته رئيساً سابقاً لبلدية لندن، وإن كان كثيرٌ من النواب وأعضاء الحزب الحاكم ينظرون إليه بقلق. وكتب جوف يقول «إذا كان لنا أن نستفيد من أغلب الفرص فنحن بحاجة للانفصال الجريء عن الماضي». وكان «المحافظين» أعلن أنه سيختار زعيماً جديداً له ليتولى رئاسة الحكومة بحلول ال 9 من يوليو وأنه يتحرك بأسرع ما يمكن. وسيُقلِّص أعضاء البرلمان من الحزب المتسابقين على خلافة كاميرون إلى اثنين فقط، قبل أن يختار أعضاء الحزب واحداً منهما عبر تصويت. وأطلقت بعض وسائل الإعلام على ماي عبارة «أي مرشح إلا بوريس». وفي مقالٍ نشرته صحيفة «التايمز»؛ ركَّزت ماي على مخاطبة الطبقات العاملة التي صوَّتت في عمومها للخروج من الاتحاد الأوروبي احتجاجاً على فشل النخبة السياسية في حمايتهم من تزايد المنافسة. وعبَّرت وزيرة الداخلية عن احترامها قرار الناخبين، قائلةً في مؤتمر صحفي «الخروج يعني الخروج». بدوره؛ أعلن وزير شؤون مجلس الوزراء المسؤول عن معاشات التقاعد والرعاية الاجتماعية، ستيفن كراب، ترشيح نفسه للمنصب، معتبراً أنه من طبقة العمال رغم كونه من المحافظين. وذكر ليام فوكس، وزير الدفاع السابق الذي أيَّد الانفصال، أنه سيرشح نفسه أيضاً لرئاسة الحزب والحكومة. ووفقاً لموقع «بي بي سي» باللغة العربية؛ تبرُز 5 شخصيات في السباق بعد إضافة اسم وزيرة الدولة لشؤون الطاقة والتغير المناخي، أندريا ليدسوم. أما بوريس جونسون، الذي كثُرت التكهنات بشأنه، فأعلن أنه لن يسعى لخلافة كاميرون. وكان يُنظَر إلى جونسون على أنه مرشح «معسكر الخروج» البارز لرئاسة الحكومة. لكنه أبلغ الصحفيين بقوله «يجب عليَّ أن أبلغكم أصدقائي أنني استشرت زملائي»، مُبيِّناً «في ضوء الظروف الحالية في البرلمان؛ خلُصتُ إلى أنني لا يمكن أن أكون هذا الشخص (رئيس الوزراء الجديد)». وسيتمثل دوره، كما ورد في تصريحه، في «دعم إدارة حزب المحافظين القادمة بكل الطرق والتأكد من التزامها بتنفيذ ما أعرب عنه الشعب في الاستفتاء». إلى ذلك؛ يواجه حزب العمال المعارض معركة محتملة على مقعد قيادته بعدما وافق نوابه على سحب الثقة من زعيمه اليساري، جيريمي كوربين.