امتداداً لما كتبته هنا في مقالي الأسبوع الماضي، حول برامج رمضان تحت عنوان «لا جديد»، فسأتطرق اليوم لجانب من هذه البرامج التي تلقى رواجا في رمضان، دون بقية الأشهر، وهي برامج «المقالب»، أو كما كنا نسميها ب «الكاميرا الخفية». بدأ هذا النوع من البرامج يأخذ منحى سلبياً إلى أبعد الحدود، بدءا بالأفكار، ومرورا بالضيوف، وانتهاء بالفبركة والتنسيق المسبق، فيوجد كمّ لا يستهان به من الاستخفاف بالمتلقي، وتقديم فكرة «لا إنسانية» على أنها كوميديا ومتعة! فلست أعلم حتى الآن ما المضحك في منظر شخص مشهور، وهو يتعذب أو يتعرض لحريق أو يبكي ويصرخ، أو يوشك على الغرق أو الاختناق؟ ثم في النهاية يقال له ببساطة «نمزح معك كان مقلب» وما الممتع في متابعة شخص «يمثل» أنه لا يعلم شيئا عما يُفعل به؟ ولمدة لا تقل عن 60 دقيقة ستجد نفسك تتابع برنامجا بلا هدف سوى المتعة الزائفة التي أفسدتها شتائم الضيوف وصفارات الرقابة. والغريب أن نسب مشاهدة هذا النوع من البرامج أعلى بكثير من غيرها، على الرغم من معرفة المجتمع بمدى سخافتها وبفبركتها!. في النهاية، أستثني برنامج «الصدمة»، الذي يصنف ضمن هذا النوع من البرامج، مما ذكرت، فقد طرق باب الإنسانية من أشد أماكنها مصداقية، وهو «الشارع»، وبذلك فقد قدم على الأقل رسالة إلى المتلقي بدلاً من الضحك لأجل الضحك، هذا إن كان يوجد ما يُضحك من الأساس.