تواجه برامج الكاميرا الخفية التي تعرض في رمضان الحالي هجوما شديدا ورفضا واسعا في المغرب بسبب المقالب المصطنعة والمواقف التي تسيء للمشاهير وتستهين بهم وتدفعهم إلى التلفظ بعبارات خارجة وضرب المذيع وتحطيم الكاميرات والديكور، إضافة إلى ضعف جودتها وطابعها المكرر والاتهامات التي توجه لها بالفبركة وخداع المشاهدين. ووجه عدد من النقاد دعوات للتلفزيون المغربي والقناة الثانية لوقف برنامجي "جار ومجرور" و"الصورة المقلوبة"، بدعوى أن بعض الحلقات تقوم على إضحاك المشاهدين على حساب تخويف وإرهاب ضحايا مقالب الكاميرا الخفية، حتى إن بعض الممثلين والمطربين أصبحوا يترددون في قبول دعوات التصوير في البرامج المنوعة خشية الوقوع ضحية الكاميرا الخفية. وسجلت برامج الكاميرا الخفية هذا العام انخفاضا في نسبة المشاهدة بسبب المقالب الخطيرة والمشاهد التي لا تتسم بالواقعية والعفوية، وتجاهل المعدين للطابع الرئيسي لهذه البرامج القائم على المشاكسة والمزاح البريء، وتحويلها إلى برامج خوف ورعب وسخرية. ويستهدف برنامجا "جار ومجرور" و"الصورة المقلوبة" اللذان يعرضان في المغرب إيقاع عدد من نجوم الفن والرياضة بالمغرب في فخ الكاميرا الخفية، وعلى عكس المواسم السابقة فقدت برامج الكاميرا الخفية بعض جمهورها لصالح الأعمال الفنية والدرامية والبرامج المنوعة التي تعرض في رمضان. ويرى النقاد أن برامج الكاميرا الخفية التي تعرض حاليا لم تعد تسلي الجمهور بل أصبحت تغضبه بسبب أسلوبها القائم على استغفال الضيف واللعب على مشاعره، ويعتبرون أن انخفاض نسبة مشاهدة هذه البرامج يؤكد تحول المشاهد عنها، حيث إنه لم يعد يستمتع بها بسبب المواقف المصطنعة التي تتحوّل إلى خوف ورعب وسخرية وتجسس وكشف الأسرار، وانتقدوا لجوء بعض الحلقات إلى أساليب خطيرة لإثارة الضيف مما يهدد بتعريض حياته للخطر، كما حدث للممثل محمد عاطر الذي أصيب بصدمة وأغمي عليه من فرط الخوف من المقلب الذي نصب له في المقبرة. كما تواجه برامج الكاميرا الخفية اتهامات غير مسبوقة هذا العام بسبب تشكيك البعض في مصداقيتها واتهامها بتصوير الحلقات بعد عقد اتفاقات مسبقة مع الضيوف، وتأكيدهم أن ما يعرض ما هو إلا تمثيل لإيهام المشاهد بأن الأحداث حقيقية. وخرج مسؤول سابق في التلفزيون المغربي ليؤكد أن برامج الكاميرا الخفية التي تبثها القنوات المغربية خلال شهر رمضان، "مفبركة" و"متفق عليها بين الفنانين المشاركين فيها وبين شركات الإنتاج التي تنفذها". وقال إدريس الإدريسي إنه يملك دلائل دامغة على ما يقول ودعا الجهات المعنية إلى فتح تحقيق حول تلك البرامج، واستغرب انخراط الفنانين في عملية خداع المشاهدين بهذه البرامج.