افرض مثلاً أنك خرجت من البيت ووجدت سيارتك متعطلة، وأنت في عجلة من أمرك فماذا ستفعل؟ أكيد، من دون عناء تفكير، ستستقل سيارة تاكسي. ركبت سيارة التاكسي ووجدت هذا السائق يمازحك في باديء الأمر ثم يتحول هذا المزاح إلى سخرية، ثم يرفع صوته عليك، ثم يتهكم عليك ويتهمك بمعاكسة بنات الناس، ثم، بدلاً من أن يذهب بك إلى الوجهة التي تريدها، لا تدري إلا وأنت تقف أمام مركز الشرطة، ويستقبلك رجل أمن، ثم بعد هذا كله، قبل أن يقف قلبك بثوان قليلة يخبرك السائق، وهو يضحك ضحكة مصطنعة، أنه مقلب مدبر، ويطلب منك أن تبتسم إلى (الكاميرا الخفية)!. جميعنا كنا مرشحين لأن نكون مكان هذا المسكين في برنامج الكاميرا الخفية الجديد (هوب تاكسي) الذي يقدمه الممثل الكويتي (محمد الصيرفي) الذي كانت شهرته أيضاً في برنامج مماثل قبل عدة سنوات بعنوان (صادوه) والذي كانت فكرته الرئيسية هي عمل مقالب على أهل الفن. البرنامج الجديد، لا يختلف كثيراً عن برامج الكاميرا الخفية الأخرى، المشهورة بسخافتها واستخفافها بعقول ضحاياها ومشاهديها بمواقف لا تثير الضحك بقدر ما تثير الاشمئزاز لدى الكثيرين. طبعاً الكاميرا الخفية، كفكرة، هي عالمية، وتصنف من البرامج الخفيفة والمسلية، ولعل البرنامج العالمي ( Just For Laughs)، وهو برنامج الكاميرا الخفية الأول عالمياً من حيث الشهرة والمتابعة، فكل المواقف التي تشاهدها في هذا البرنامج تحترم أولاً هذه الضحية ولا تضعها في مقلب يجعلها مثار سخرية، ثم تزرع الإبتسامة العفوية على شفاه المشاهدين، بمواقف عفوية لا تستغل نقاط الضعف والخوف عند الناس، بقدر ما تظهر عفويتهم عند كل مقلب. وهذا ما هو بعيد تماماً عن أجواء كاميرتنا الخفية التي يحق لنا تسميتها (الكاميرا المخيفة) بدلا من (الكاميرا الخفية)، وما عليكم إلا مشاهدة (هوب تاكسي) و(زكية زكريا) و(غباشي النقراشي) و(هيما غاوي سيما) وغيرها لمعرفة الفرق بيننا وبينهم!.