لأوّل مرّة تقبل إيران الحوار حول الجزر الإماراتية الثلاث، أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، بعد أن أطلقت عدّة تصريحات ناريّة، كالتهديد “بالمطالبة بالبحرين في حال طالبت دول الخليج العربي بالجزر”، أو “استعداد إيران لتحويل الخليج إلى بحر من الدم في سبيل الدفاع عن الجزر”. وبلغت تصريحات المسؤولين الإيرانيين حدّ الوقاحة، فعضو اللجنة البرلمانية للأمن القومي والسياسة الخارجية، علي أحمدي، يؤكد “أن ادعاءات الدول العربية ملكيتها للجزر الثلاث واعتبارها الأحواز بلداً عربياً، يدفعنا إلى القول إنه لا يمكن طرح مثل هذه الأمور حين تكون إيران حاضرة في المنطقة وباقتدار”! وأكدت مصادر عدّة أنه وفي سابقة هي الأولى من نوعها بعد عشرين عاماً من الرفض، وافق قادة إيران على مبدأ الحوار مع دولة الإمارات فيما يتعلق بالجزر الثلاث، وأن علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، التقى مسؤولين إماراتيين مؤخراً واتفق الطرفان على تعيين ممثلين على أعلى مستوى للبحث في قضية الجزر التي احتلتها إيران عام 1971، ومن المرجّح أن يقع الاختيار على أبرز مستشاري نجاد “مجتبى ثمرة هاشمي” من الجانب الإيراني، كما سُمّي “الشيخ منصور” ممثلاً للإمارات في التفاوض حول الجزر. وتأتي هذه المبادرة في وقت عجزت فيه الدولة الإيرانية عن فك عزلتها الدولية وإيجاد الحلول لأزماتها السياسية والاقتصادية، كما اتسعت الهوة بين إيران والدول العربية بسبب اتباع الأخيرة سياسة التعنت والإرهاب. ويمكن تفسير الموافقة الإيرانية على أنها “حيلة فارسية” لاستنزاف الطاقات العربية الخليجية، مثلما سعت لاستنزافها في اليمن والبحرين وسورية، أو أن إيران قد أدركت أنها لم تعد قادرة على الحفاظ على حضورها في المنطقة وباقتدار مثلما تدّعي.