أعلنت مصر أمس عن إلقاء القبض على خليةٍ إرهابيةٍ انبثقت من جماعة الإخوان المحظورة، وضمَّت 13 شخصاً نفّذوا عمليات، فيما تواصلت على صعيدٍ آخر جهود البحث عن طائرة «مصر للطيران» المتحطمة. وأفادت وزارة الداخلية المصرية، في بيانٍ لها، بورود معلوماتٍ إلى قطاع الأمن الوطني أسفرت عن «كشف فصيلٍ جديدٍ منبثقٍ من الجماعة الإرهابية في مدينة الإسكندرية يتخذ مسمى لجان الإرباك». وأورد البيان أن قيادياً في جماعة الإخوان يُدعى مصطفى همام قاد الخلية المضبوطة وقدَّم لأفرادها «تدريباتٍ تربوية وعسكرية». و»الإخوان» مصنَّفةٌ كمنظمةٍ إرهابيةٍ في عددٍ من الدول العربية بينها مصر. ولفتت «الداخلية» المصرية إلى اعتراف المضبوطين ب «تنفيذ بعض العمليات الإرهابية» بتكليفٍ من همام «الذي تم ضبطه، وهو معروفٌ أيضاً باسم مصطفى سعودي». ووفقاً لبيان الوزارة؛ ارتكب المضبوطون 10 جرائم تتصل جميعها بإضرام النيران في سيارات وحافلات. كما رصدوا عدَّة أهدافٍ «مهمة وحيوية» من بينها مركبات خاصة بالقوات المسلحة والشرطة وسفارات وقنصليات وهيئات دبلوماسية، فضلاً عن وسائل نقل عام وسيارات نقل أموال. ونشرت الوزارة صورةً للمتهمين ومضبوطات قالت إنها كانت بحوزتهم ومنها مسدسات وأموال وعبوات وقود. في سياقٍ آخر؛ تتواصل الجهود المصرية – الفرنسية للبحث عن الصندوقين الأسودين لطائرة «مصر للطيران» المنكوبة وبقية حطامها. وأعلن رئيس مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي أن سفينةً ثانيةً مجهزةً بمعدات بحثٍ متخصصةٍ ستنضم اليوم إلى أعمال البحث عن الصندوقين والحطام. والتقطت سفينة تابعة للبحرية الفرنسية إشارةً من أحد الصندوقين الأسودين في الأول من يونيو. واستأجرت مصر، بدورها، سفينةً ثانيةً تابعة لشركة «ديب أوشن سيرش» التي تتخذ من موريشيوس مقراً لها. والسفينة الثانية مزوَّدةٌ بجهاز بحثٍ باستخدام الموجات فوق الصوتية (سونار). وأفادت لجنة التحقيق المصرية في الحادث، في بيانٍ لها، بوصول السفينة «جونليثبريدج» التابعة ل «ديب أوشن» إلى ميناء الإسكندرية ظهر أمس. وأبانت اللجنة أن أعضاءً فيها قدموا كافة التسهيلات لفريق عمل السفينة و»الدعم اللوجستي من تراخيص وخدمات أرضية وتوفير المتطلبات اللازمة لإنجاز العمل». ولم يذكُر البيان متى ستصل السفينة إلى موقع البحث. ويقدِّم المكتب التحقيق والتحليل الفرنسي والمشورة للقاهرة بشأن أعمال البحث تحت الماء. وذكر رئيس المكتب، ريمي جوتي، أن السفينة الأولى استمرت في تلقي إشارات تحديد الموقع من الصندوق الأسود الأول «الذي تقلصت مساحة البحث عنه إلى ما بين كيلومتر وكيلومترين». وأبلغ جوتي مجموعةٍ من الصحفيين في باريس بالقول «في ظل عدم العثور على الصندوقين؛ فإن التحقيقات التي تقودها مصر لا تزال بعيدة جداً عن فهم سبب السقوط». وسقطت الطائرة، وهي من طراز «إيرباص – إيه 320»، في البحر المتوسط في ال 19 من مايو، وقُتِلَ كل من كانوا على متنها وعددهم 66 شخصاً. ويتضمن أحد الصندوقين تسجيلات صوتية للأحاديث في قمرة قيادة الطائرة، فيما يتضمن الصندوق الآخر بياناتٍ عن الرحلة. والصندوقان مزودان بجهاز إرشاد لاسلكي يُرسِل إشارات صوتية موجَّهة لمدة 30 يوماً من تاريخ التحطم، ما يعني أن أمام فرق البحث القليل من الوقت للعثور عليهما. وأبدى جوتي أسفه لأن التوصيات الفرنسية بتمديد عمر البطارية إلى 90 يوماً لم تُطبَّق عالمياً بعد. وستُطبَّق القواعد الجديدة بهذا الشأن عام 2018. وكانت التوصيات الفرنسية صدرت للمرة الأولى في ديسمبر 2009 عقب تحطم طائرة تابعة لشركة «إير فرانس» في المحيط الأطلسي. ويوجد كل صندوق أسود داخل عبوة قوية برتقالية اللون، ويبعث جهاز الإشارات الملحق بكلٍ منهما إشارة صوتية كل ثانية بعد التحطم. وأشار جوتي إلى حاجة المحققين إلى تقليص منطقة البحث عن مصدر الإشارات إلى بضعة أمتار.