أكدت مصادر مقربة من التحقيق في تحطم الطائرة المصرية في المتوسط أثناء رحلة من باريس إلى القاهرة وعلى متنها 66 شخصاً، تعذر انتشال صندوقيها الأسودين قبل 12 يوماً على الأقل، لانتظار وصول سفينة مختصة إلى الموقع. وفقد أثر طائرة «ارباص ايه - 320» التابعة لشركة «مصر للطيران» من شاشات الرادار قبل عشرة أيام، قبل أن تتحطم بحراً بين جزيرة كريت اليونانية وسواحل مصر الشمالية لسبب ما زال مجهولاً. وبالتالي، وحده تحليل بيانات الرحلة المسجلة في الصندوقين الأسودين قد يلقي الضوء على أسباب الحادث. لكن الوقت ينفد، علماً أن قدرة الصندوقين على مواصلة بث إشارات الإرشاد لا تتجاوز «أربعة إلى خمسة أسابيع». ووقعت مصر وفرنسا الجمعة الماضي اتفاقات مع شركتي «السيامار» و «ديب أوشن سيرش» الفرنسيتين الاختصاصيتين في البحث عن الحطام في الأعماق للوصول إلى هيكل الطائرة والضحايا، ومعظمهم مصريون. وقال مصدر قريب من التحقيق في القاهرة: «ستلعب الشركتان دورين متكاملين، الأولى لتحديد موقع الإشارات الصادرة عن الصندوقين الأسودين والثانية لانتشالهما» بروبوت. لكن «مركب ديب أوشن سيرش المختص غادر بحر إرلندا السبت، ولن يصل إلى موقع التحطم قبل 12 يوماً تقريباً، بعد إنزال المحققين المصريين والفرنسيين في الإسكندرية». وأكدت مصادر أخرى قريبة من التحقيق هذه المعلومات، مشيرة إلى أن منطقة البحث تشمل مواقع يصل عمقها إلى ثلاثة آلاف متر، على بعد 290 كلم تقريباً شمال السواحل المصرية. كما أشار مصدر إلى تحميل ثلاثة أجهزة غواصة تابعة لشركة «السيامار» قادرة على رصد إشارات على عمق أربعة آلاف إلى خمسة آلاف متر، على سفينة عسكرية فرنسية غادرت كورسيكا الخميس ويتوقع وصولها إلى الموقع غداً «على أبعد تقدير».