أعلنت لجنة التحقيق المصرية في حادث طائرة «مصر للطيران» التي سقطت في مياه البحر المتوسط أثناء عودتها من باريس قبل أسبوعين، التقاط إشارات يُرجح أنها لأحد الصندوقين الأسودين في أعماق البحر، قبل أن يؤكد محققون فرنسيون أن مصدرها أحد الصندوقين. وانتشلت فرق الإنقاذ التابعة للجيش المصري ودول أجنبية بينها فرنسا أجزاء من حطام الطائرة المنكوبة وأشلاء الضحايا. وقُتل في الحادث 56 راكباً إضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 10 أفراد. وقالت لجنة التحقيق في بيان أمس: «التقطت أجهزة البحث الخاصة بسفينة تابعة للبحرية الفرنسية تشارك في البحث عن صندوقي المعلومات الخاصين بالطائرة التي سقطت في البحر المتوسط في منتصف الشهر الماضي إشارات من قاع البحر في منطقة البحث عن حطام الطائرة، يُرجح أنها من أحد صندوقي المعلومات». وقال خبراء في مجال الطيران إن الصندوقين الأسودين يرسلان إشارات يُمكن لأجهزة معينة التقاطها لمدة 30 يوماً بعد تحطم الطائرة. وأوضحت لجنة التحقيق أنه «يجري الآن تكثيف جهود البحث في المنطقة لتحديد مكان الصندوقين تمهيداً لانتشالهما بواسطة سفينة تابعة لشركة فرنسية ستنضم لفريق البحث خلال أسبوع». ووقعت مصر مذكرة تفاهم مع الشركة الفرنسية لتحديد مكان الصندوقين الأسودين وهيكل الطائرة المصرية المنكوبة في أعماق البحر. وقالت وزارة الطيران إن الشركة «تُعد من أفضل الشركات الاختصاصية في هذا المجال، وتعتمد تكنولوجيا حديثة في قراءة الإشارات الصادرة عن الصناديق السوداء، من خلال المسح السوناري للمنطقة التي تبحث فيها». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن محققي الطيران المدني الفرنسي أن الإشارة من أحد الصندوقين الأسودين للطائرة. وقال مدير التحقيقات والتحاليل في الطيران المدني الفرنسي ريمي جوتي في بيان إن «الإشارة من أحد الصندوقين الأسودين التقطتها أجهزة شركة السيمار الموجودة على سفينة لابلاس من البحرية الوطنية». وأضاف: «تم رصد الإشارة بعد تحليل البيانات، وتحديد منطقة معينة سيتم ايلاء أولوية البحث فيها». واعتبر أن «رصد هذه الإشارة هو خطوة أولى» باتجاه انتشال الصندوقين. ووصلت سفينة «لابلاس» التابعة للبحرية الفرنسية إلى منطقة تحطم الطائرة أول من أمس لتنضم إلى عملية البحث عن الانقاض والصندوقين الأسودين. والسفينة مزودة بثلاثة أجهزة قادرة على التقاط إشارات من الصندوقين الأسودين على مسافة خمسة كيلومترات. إلى ذلك، قال مسؤول في شركة «مصر للطيران» إن الشركة تلقت «بلاغاً كاذباً يفيد بوجود تهديد أمني على رحلتها المتجهة من القاهرة إلى بانكوك» التي كان مقرراً إقلاعها مساء أول من أمس، ما أدى إلى تأخر الإقلاع أكثر من ثلاث ساعات بسبب إعادة الإجراءات الأمنية عليها. وأوضحت الشركة أنه «تقرر إلغاء الرحلة نظراً إلى وجود تشغيل للطائرة على خطوط أخرى».