أعلنت القاهرة انضمام سفينةٍ تابعةٍ لشركة «ألسيمار» الفرنسية إلى جهود البحث عن الصندوقين الأسودين لطائرة شركة «مصر للطيران» المنكوبة، فيما ستصدر لجنة التحقيق تقريراً بعد نحو 3 أسابيع. و«ألسيمار» متخصصةٌ في البحث عن الحطام في البحر، لكن لم يتسنَّ الاتصال بها للحصول على تعقيب. وبعد مرور أسبوع على تحطم الطائرة التي حملت على متنها 66 شخصاً؛ ليس لدى المحققين صورةٌ واضحةٌ بعد عما دار في اللحظات الأخيرة قبل سقوطها. وتتسابق جهود البحث من أجل العثور على الصندوقين الأسودين. والذبذبات التي تساعد في تحديد موقع الصندوقين تتوقف عن البث بعد نحو 30 يوماً من الحادث. وسيتيح العثور عليهما معلومات مهمة للمحققين لمعرفة ما دار على الطائرة التي كانت من طراز «إيرباص إيه 320». وأعلن رئيس لجنة التحقيق المصرية، أيمن المقدم، تحرك سفينة تابعة ل «ألسيمار» من جزيرة كورسيكا الفرنسية إلى منطقة البحث بين سواحل مصر واليونان. والشركة عبارة عن وحدة تابعة لمجموعة «ألسين» الصناعية الفرنسية، وسبق لها العمل من قبل مع المحققين المصريين. ففي عام 2004؛ انضمت إلى جهود البحث عن الصندوقين الأسودين لطائرة «بوينج 737» تابعة لشركة «فلاش إيرلاينز» المصرية سقطت في البحر الأحمر قرب مدينة شرم الشيخ. ويشارك مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي في عملية البحث عن طائرة «إيرباص إيه 320»، إذ إن 15 من السياح الفرنسيين كانوا على متنها. ويُعتقَد أن الصندوقين الأسودين يقبعان على عمقٍ يصل إلى 3 آلاف متر تحت الماء؛ أي على حافة نطاق استقبال الإشارات المنبعثة منهما. ويتحدث خبراء عن ضرورة الاستعانة بأجهزة لرصد الأصوات تحت الماء على عمق يصل إلى 2000 متر بهدف توفير أفضل فرصة لرصد الإشارات. في السياق نفسه؛ أفاد مصدران دبلوماسيان فرنسيان الأربعاء بأن السلطات المصرية ومكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني الفرنسي يضعان اللمسات الأخيرة للتعاقد مع «ألسيمار» وشركة «ديب أوشن سيرش» التي يقع مقرها في موريشيوس. ولم يرد أي تعليق من «ديب أوشن سيرش». وفي تصريحه؛ أكد أيمن المقدم «تسلمت لجنة التحقيق منذ قليل وثائق خاصة بالطائرة من السلطات اليونانية وجارٍ فحصها حيث تتضمن تسجيلاً صوتيّاً وصوراً رادارية توضِّح الحوار الذي تم بين قائد الطائرة والمراقبة الجوية اليونانية خلال عبوره المجال الجوى اليوناني، إضافةً إلى تحديد خط سير الطائرة على شاشات الرادار اليوناني خلال عبورها». ولفت المقدِّم إلى تجميع سلطات التحقيق الفرنسية حالياً كافة البيانات الخاصة بالطائرة خلال رحلتها منذ إقلاعها من مطار شارل ديجول في باريس ومرورها بالأجواء الأوروبية. وتشمل البيانات تسجيلات أجهزة الرادار الصوتية للحوار بين قائد الطائرة وأجهزة المراقبة الأوروبية، وصور أجهزة الرادار التي توضِّح عبوره في الأجواء الأوروبية، إلى جانب تسجيل وصور الرادار الفرنسي ومطار شارل ديجول. و»من المتوقع الحصول عليها خلال الأيام القادمة»، بحسب المسؤول المصري الذي كشف أيضاً عن تلقِّي اللجنة وثائق من شركة «إيرباص» تفيد بتلقيها إشارات من جهاز بث لتحديد الموقع في حالات الطوارئ (إي.إل.تي). والجهاز هو أحد 3 أجهزة على الطائرة، وتمَّ من خلال الإشارات تحديد موقعه في أعماق المتوسط وإبلاغ هذه المعلومات إلى فريق البحث والإنقاذ التابع للقوات المسلحة المصرية للبحث عنه في مساحة تبلغ حوالي 5 كيلومترات. وجهاز «إي.إل.تي» مصمم لبث إشارة استغاثة في حالة تعرض الطائرة لحادث. وكانت مصادر في لجنة التحقيق قالت إن الطائرة لم تُبلِغ عن أي مشكلات فنية قبل الإقلاع من باريس. وخلال الرحلة؛ أرسلت إشارات أظهرت في البداية عمل المحركات كالمعتاد «لكن بعد ذلك أوضحت الإشارات انبعاث دخان وأظهرت ارتفاعاً في درجات الحرارة في نافذة مساعد الطيار»، بحسب المصادر. وواصلت الطائرة إرسال رسائل على مدى الدقائق الثلاث التالية قبل اختفائها من شاشات الرادار. ويبحث محققون عن قرائن من خلال الأشلاء البشرية وقطع الحطام التي تمَّ انتشالها من موقع السقوط؛ في ظل عدم توفر تسجيلات الرحلة والبيانات المحدودة التي تم استنباطها من الرسائل. إلى ذلك؛ تحدث المقدِّم عن عدم تمكن فرق البحث والإنقاذ من انتشال جثث من بين الضحايا، وأوضح «ما تم انتشاله أشلاء صغيرة تم تسليمها إلى لجنة متخصصة من الطب الشرعي» للتوصل إلى أسباب الوفاة وإجراء فحوص الحمض النووي (دي.إن.إيه) لتحديد الهويات. ووفقاً له؛ ستصدر لجنة التحقيق تقريراً بعد شهر من تاريخ وقوع الحادث.