فيما أعلنت القوات المسلحة المصرية أمس، أن عناصر البحث عثرت على أجزاء من حطام الطائرة المصرية المنكوبة التابعة لشركة مصر للطيران والتي سقطت خلال رحلة عودتها من مطار شارل ديجول الفرنسي، قبالة سواحل جزيرة كارباثوس اليونانية وراح ضحيتها 56 راكبا من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى 10 من طاقمها أول من أمس، أخلت السلطات الفرنسية مطار شارل ديجول أمس بعد الاشتباه بجسم غريب. وقالت مصادر إن المطار الفرنسي وضع منذ حادث سقوط الطائرة المصرية تحت المجهر الأمني وفي حالة تأهب، في ظل شكوك بأن تحطم الطائرة جاء نتيجة عمل إرهابي. وكان المتحدث العسكري للجيش المصري، العميد محمد سمير، قد أعلن أمس أن "الطائرات المصرية والقطع البحرية المشاركة المشاركة في عمليات البحث عثرت على بعض المتعلقات الخاصة بالركاب وأجزاء من حطام الطائرة المنكوبة، مضيفا أنه "تم العثور على أجزاء من حطام الطائرة على مسافة 290 كيلومتراً شمال الإسكندرية، وأن أعمال البحث والتمشيط وانتشال ما يتم العثور عليه ما تزال مستمرة". ومن جانبه، قال وزير الدفاع اليوناني، بانوس كامينوس، أمس، إن السلطات المصرية عثرت على جزء من جثة ومقعد وأمتعة خلال عملية البحث عن حطام طائرة مصر للطيران التي سقطت في البحر المتوسط. وأضاف كامينوس أنه ليس بوسع اليونان التكهن بسبب تحطم الطائرة المصرية. وأكد مجددا أن أجهزة الرادار اليونانية سجلت انحرافات حادة فيما هوت من مستوى التحليق إلى ارتفاع 15 ألف قدم قبل أن تختفي من على شاشات الرادار. الصندوقان الأسودان أجمع مراقبون على أن العثور على الصندوقين الأسودين هو الأمر الأهم فيما يتعلق بحطام الطائرة، حتى يتم فك اللغز وراء الحادثة، حيث تلزم القوانين الدولية جميع الرحلات الجوية بحمل جهازي تسجيل معلومات يرصدان ظروف الرحلة أثناء الطيران، ويسجلان كافة البيانات لما يحدث للطائرة طول فترة سفرها. وقال الخبير المتخصص في تحقيقات حوادث الطائرات، المهندس جبالي حسين، إن "الصندوق الأسود عبارة عن صندوقين، ووظيفة الصندوق الأول هي حفظ البيانات الرقمية الخاصة بالوقت والسرعة والاتجاه والارتفاع، بينما يختص الصندوق الثاني بتسجيل الأصوات داخل قمرة القيادة، مشيرا إلى أن للصندوقين القدرة على تسجيل ما يتراوح بين 30 و120 ساعة، لكن بعد وقوع الحادث الجوي فإنهما يحتفظان فقط بآخر ساعتين من عمر الرحلة المنكوبة". وأضاف أن "أجهزة التسجيل تحفظ في قوالب متينة مصنوعة من التيتانيوم محاطة بمواد عازلة تتحمل الضغط حتى ستة آلاف متر تحت الماء والصدمات والحرارة بما يفوق ألف درجة مئوية، كما أنها لا تتأثر بملوحة مياه البحر التي تسبب التآكل لكثير من المعادن". بدوره، دعا القنصل العام المصري في جدة عادل الألفي إلى عدم استباق الأحداث، مطالبا بالانتظار عما تسفر عنه التحقيقات وعمليات التحري بدقة عن كل الملابسات والأسباب. محققون فرنسيون بدأت مصر تحقيقا رسميا في تحطم الطائرة المنكوبة لمعرفة ملابسات سقوطها، فيما وصل إلى القاهرة ثلاثة محققين فرنسيين من مكتب التحقيقات والتحليل في وزارة الطيران المدني الفرنسية وخبير فني من شركة آيرباص المنتجة للطائرة، للمشاركة في التحقيقات الجارية حول الحادث، حيث تشارك فرنسا في لجنة التحقيق باعتبارها صاحبة ثاني أكبر عدد من الضحايا على متن الطائرة التي كان تقل 15 فرنسيا، وبوصفها صاحبة مقر الشركة الصانعة للطائرة.