اجتمع زعماء العالم في إسطنبول أمس لمعالجة نظام المساعدات الإنسانية "المعيب" الذي ترك 130 مليون شخص في حاجة إلى المساعدات وهي مهمة تكاد أن تكون مستحيلة للقمة التي تستمر يومين، ويقول منتقدوها إنها لن تحقق نتائج تذكر. وترأس وفد المملكة إلى القمة وزير الخارجية عادل الجبير. وتهدف قمة الأممالمتحدة التي توصف بأنها الأولى من نوعها إلى تطوير استجابة أفضل لما وصفته المنظمة بأنه أسوأ وضع إنساني عالمي منذ الحرب العالمية الثانية، كما تهدف إلى جمع مزيد من التمويل والتوصل إلى اتفاق بشأن رعاية النازحين المدنيين. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قادة الحكومات والأعمال ومنظمات الإغاثة والمانحين إلى الالتزام بتقليل عدد النازحين إلى النصف بحلول عام 2030. وقال في خطاب في بداية القمة: "نحن هنا لنرسم مستقبلاً مختلفاً". وأضاف: "أحثكم على الالتزام بتقليل عدد النازحين إلى النصف بحلول عام 2030 وإيجاد حلول أفضل طويلة الأمد للاجئين والمشردين تقوم على تقاسم المسؤوليات بصورة أكثر عدلاً". ولكن ذلك قد يكون صعب المنال. وكانت منظمة أطباء بلا حدود انسحبت من المشاركة في القمة في وقت سابق من هذا الشهر قائلة إنها فقدت الأمل في أن تتمكن القمة من التعامل مع ضعف الاستجابة في حالات الطوارئ. ويقول منتقدون إن نظام المساعدات العالمي يحتاج إلى تمويل أكبر للتعامل مع انتشار الحروب، والدول الفاشلة ما تسبب في تزايد أعداد النازحين، مطالبين بتحسين الكفاءة، والحد من الفساد الذي يستهلك كثيراً من تمويل المساعدات الإنسانية قبل أن يستفيد منها مَن يحتاجونها. وكرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتقاده الغرب لعدم بذل ما يكفي لمساعدة الشعب السوري. وتستقبل تركيا نحو ثلاثة ملايين لاجئ من الحرب الأهلية الدائرة في سوريا المجاورة، لتصبح صاحبة أكبر عدد من اللاجئين في دولة واحدة. وانتقد أردوغان، في كلمته أمام القمة، أمس، مجلس الأمن قائلاً إنه يجب أن يضم أكثر من الأعضاء الخمسة الدائمين "الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين". وقال: "من غير المنطقي ومن غير المعقول ومن الظلم أن تحدد المصالح السياسية لخمس دول مصير كل الشعوب". ومن المتوقع أن يشارك ستة آلاف شخص من 150 دولة عضو في الأممالمتحدة في محادثات إسطنبول بينهم 57 من رؤساء الدول والحكومات. وعلى هامش القمة عقد وزير الخارجية لقاءً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبحث معه المواضيع المدرجة على جدول أعمالها، إضافة إلى مناقشة آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما التقى الجبير رئيس وزراء أفغانستان عبدالله عبدالله، ووزير خارجية بوركينا فاسو ألفا باري، ورئيسة وفد دولة الإمارات العربية المتحدة إلى القمة الوزيرة ميثاء الشامسي.