استغرب وفد مجلس الشورى، الموجود حالياً في واشنطن، محاولات وسائل إعلام غربية إلصاق تهم الإرهاب ورعاية التطرف بالمملكة رغم كونها من أكثر الدول التي تعرضت للعمليات الإرهابية. في الوقت نفسه؛ ندَّد الوفد بعدم اتهام النظام الإيراني بدعم الإرهاب رغم رعايته تنظيمات إرهابية منها حزب الله في لبنان وجماعة الحوثيين في اليمن وبعض الخلايا في البحرين. وذكَّر رئيس الوفد نائب رئيس «الشورى»، الدكتور محمد الجفري، بمعاناة المملكة من الإرهاب وببذلها جهوداً لمحاربة هذه الآفة الخطيرة سواءً على الصعيد المحلي أو الدولي، مشيراً إلى مشاركتها في الجهود الدولية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا. وأكد الجفري أن الواقع يدحض ما يُثَار في بعض وسائل الإعلام الغربية، ومنها أمريكية، عن دعم المملكة للإرهاب. وتحدث لدى اجتماعه أمس الأول بالمسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، السفير جيرالد فايرستاين، عن الظروف الاستثنائية التي تواجهها المنطقة العربية، مديناً التدخلات الإيرانية في شؤون بعض دول المنطقة خصوصاً اليمن وسوريا والبحرين. وجدَّد الجفري التأكيد على الموقف السعودي الداعم للجهود الدولية الساعية إلى حل سلمي في اليمن وسوريا. واستعرض المواقف الثابتة للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، تجاه مختلف القضايا في الشرق الأوسط وجهودها الإنسانية تجاه الشعبين اليمني والسوري. ووصف الجفري العلاقات السعودية- الأمريكية ب «تاريخية واستراتيجية ووثيقة»، ملاحظاً أن «قوامها العمل المشترك والتنسيق والتشاور بشأن مختلف القضايا الراهنة». واعتبر فايرستاين بدوره أن هذه العلاقات القوية تزداد عمقاً بالزيارات المتبادلة على أعلى مستوى. ولفت إلى استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين في مختلف القضايا الإقليمية والدولية سواءً على مستوى القيادة أو على مستوى وزيري الخارجية، مذكِّراً بزيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الرياض مؤخراً. وعدَّ فايرستاين، وهو النائب الأول لمساعد وزير الخارجية في بلاده لشؤون الشرق الأوسط، المملكة دولة مهمة بالنسبة لواشنطن نظراً لدورها المحوري ومكانتها السياسية والاقتصادية. وجرى خلال الاجتماع الذي عُقِدَ في مقر الخارجية الأمريكية بحث عديد من القضايا الراهنة في الشرق الأوسط، وحضره أعضاء وفد «الشورى» الدكتور محمد آل هيازع، والدكتور خالد العواد، والدكتور سعود السبيعي، والدكتور فالح الصغير، والدكتور عبدالعزيز طاهر، والدكتورة سلوى الهزاع، والدكتور خولة الكريع، والدكتور خالد العقيل، والدكتور طارق فدعق والدكتور فهد العنزي. ولاحقاً؛ زار الوفد معهد الشرق الأوسط، والتقى رئيسته، السفيرة ويندي شامبيرلن، وعدداً من باحثيه. ويُعدُّ المعهد من أقدم المراكز الفكرية الأمريكية المتخصصة في قضايا المنطقة. وأبلغ وفد «الشورى» مسؤولي المعهد بأن ما يثار عن استهداف قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن للمدنيين غير صحيح، إذ لا وجود للمنظمات الحقوقية المُصدِرة لهذه المعلومات المغلوطة على الأرض، لذا تبني بياناتها على ما تثيره وسائل الإعلام التابعة لميليشيات الحوثي أو التابعة لمنظمات تديرها إيران. وتطرق الوفد إلى محاولات بعض الجهات المعادية ووسائل الإعلام الغربية إلصاق تهمة الإرهاب بالمملكة. واستغربوا إلصاق التهمة بدولةٍ عانت من هذه الآفة وبذلت جهداً كبيراً لمواجهة التطرف وحققت نجاحاتٍ كبيرةٍ في التصدي للإرهابيين شهد بها عديد من الدول. وأشار عددٌ من أعضاء الوفد إلى الدعم الإيراني المقدَّم للتنظيمات الإرهابية في عددٍ من الدول. في شأنٍ آخر؛ قدَّم الوفد إيجازاً، خلال زيارته المعهد، عن «رؤية المملكة 2030». وأكد أعضاؤه أن لدى المملكة قيادة طموحة تستشرف المستقبل بنظرة تفاؤلية وتعمل على تحول وطني على المستويين الاقتصادي والاجتماعي بما يحقق للمواطن السعودي مستوى رفيعاً من الرفاهية ورغد العيش وللوطن ديمومة الاستقرار والازدهار. بدوره؛ قدَّم الدكتور الجفري نبذةً للمعهد عن اختصاصات «الشورى» وعضويته في الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية. ونبَّه إلى أهمية دور مراكز الفكر والدراسات الأمريكية في تقديم المعلومة الصحيحة إلى المواطن الأمريكي وصانع القرار في الإدارة الأمريكية ووسائل الإعلام. إلى ذلك؛ بحث الوفد مع نائب رئيس الغرفة التجارية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط وتركيا، كوش تشوكسي، العلاقات التجارية بين المملكة والولاياتالمتحدة وسبل تطويرها واستكشاف الفرص المتاحة للاستثمارات المشتركة. وشدد أعضاء «الشورى»، خلال اجتماعٍ مع تشوكسي، على أهمية تشجيع رجال الأعمال السعوديين والأمريكيين على استثمار الفرص التجارية المتاحة في البلدين، مشيرين إلى كون الولاياتالمتحدة الشريك التجاري الأهم للمملكة. وأبدى تشوكسي من جهته ارتياحه لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين بالزيارات المتبادلة بين المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال والاقتصاد وتحفيز الشراكات الاستثمارية.