أكد النائب الأول لمساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير جيرالد فايرستاين عمق العلاقات السعودية - الأميركية، واصفاً إياها ب«الاستراتيجية والقوية، التي تزداد عمقاً بالزيارات المتبادلة على أعلى مستوى بين البلدين»، مشيراً إلى أن «المملكة دولة مهمة لواشنطن، وذلك لدورها المحوري في المنطقة، ولمكانتها السياسية والاقتصادية». وأشار خلال استقباله نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور محمد الجفري والوفد المرافق في مقر الوزارة بواشنطن أول من أمس (الثلثاء) إلى استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين في مختلف القضايا الإقليمية والدولية سواء على مستوى القيادة أم على مستوى وزيري الخارجية. من جهته، شدد الجفري على أن العلاقات السعودية - الأميركية تاريخية واستراتيجية ووثيقة قوامها العمل المشترك والتنسيق والتشاور في شأن مختلف القضايا الراهنة، مستعرضاً خلال اللقاء مواقف المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تجاه مختلف القضايا التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط خاصة، وفي مقدمها الوضع في سورية، واليمن، والجهود الإنسانية التي تقوم بها تجاه شعبي البلدين. ولفت إلى الظروف الاستثنائية التي تواجهها المنطقة العربية، والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لليمن وسورية والبحرين، وموقف المملكة الداعم للجهود الدولية للحل السلمي للوضع الراهن في كل من اليمن وسورية، وجهودها في محاربة التنظيمات الإرهابية والتطرف. وأشار إلى أن «ما يثار في بعض وسائل الإعلام الغربية، ومنها الأميركية، بأن المملكة داعمة للإرهاب يدحضه الواقع، فالمملكة تعرضت للعمليات الإرهابية وعانت من الإرهاب وبذلت جهودها لمحاربة هذه الآفة الخطرة سواء على الصعيد المحلي أم الدولي من خلال مشاركتها في الجهود الدولية لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي». إلى ذلك، قدم الجفري خلال لقائه رئيسة معهد الشرق الأوسط السفيرة ويندي شامبيرلن، في واشنطن أول من أمس، نبذة عن مجلس الشورى، واختصاصاته، وعضويته في الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، موضحاً ما تتمتع به المملكة من مكانة رائدة في العالم الإسلامي، ودورها المحوري في المنطقة، إلى جانب قوتها الاقتصادية وعضويتها في مجموعة ال20. وأكد أهمية دور مراكز الفكر والدراسات الاستراتيجية الأميركية في تقديم المعلومات الصحيحة للمواطن الأميركي ولصانع القرار ولوسائل الإعلام. كما أكد أن «ما يثار من بعض منظمات حقوق الإنسان الدولية بأن قوات التحالف التي تقودها المملكة في اليمن تستهدف المدنيين هي معلومات غير صحيحة، حيث لا وجود لتلك المنظمات في الأراضي اليمنية، كما أنها تبني معلوماتها على ما تثيره وسائل الإعلام التابعة لميليشيات الحوثي، أو التابعة لمنظمات تديرها إيران». وأشار أعضاء الوفد خلال اللقاء إلى محاولات بعض الجهات المعادية ووسائل الإعلام الغربية إلصاق تهمة الإرهاب بالمملكة أو أنها ترعى التطرف، مشددين على أن المملكة هي من أكثر الدول التي تعرضت للعمليات الإرهابية، مقدمين لمحة موجز عن رؤية المملكة 2030، التي رسمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان. من جهة ثانية، دعا أعضاء الوفد خلال لقائهم نائب رئيس الغرفة التجارية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط وتركيا كوش تشوكسي، في مقر الغرفة بواشنطن، إلى دعم وتعزيز الاستثمارات المشتركة بين رجال الأعمال في البلدين.