ندَّد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بما سمَّاه موقف موسكو العسكري "العدائي" في شمال أوروبا، بينما أعلنت روسيا اعتزامها تعديل إنفاقها العسكري بعد تشغيل واشنطن درعاً صاروخية في رومانيا. وأعلن أوباما، أثناء لقائه أمس، في البيت الأبيض قادة 5 من دول الشمال الأوروبي، اتفاقه مع هؤلاء المسؤولين على ضرورة الإبقاء على العقوبات المفروضة على السلطات الروسية. وأوضح "نحن متحدون في قلقنا حيال وجود روسيا العسكري المتنامي العدائي والوضع في بحر البلطيق وشمال أوروبا". وشارك في اللقاء ممثلون عن الدانمارك والسويد وأيسلندا والنرويج وفنلندا. في الوقت نفسه؛ اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الدرع الصاروخية الأمريكية التي دخلت الخدمة في أوروبا تهديداً للأمن العالمي. ووصف الأمر ب "خطوة نحو سباق تسلح جديد"، متعهداً بتعديل الإنفاق العسكري لبلاده للتصدي للتهديدات الجديدة. وبدأت الولاياتالمتحدة، أمس الأول، تشغيل درع صاروخية بتكلفة 800 مليون دولار في رومانيا، في خطوةٍ تراها حيوية لحمايتها وحماية أوروبا من دول تصفها بالمارقة في إشارةٍ إلى إيران وكوريا الشمالية. لكن الكرملين يُعد الدرع محاولةً لتحييد ترسانة روسيا النووية. وخلال اجتماع مع مسؤولي المجمع العسكري الصناعي الروسي؛ قال بوتين "الآن وقد نُصِبَت هذه العناصر المضادة للصواريخ؛ سنضطر لدرس إجراءات لمواجهة التهديدات التي ظهرت لأمننا". ويشهد مشروع الدرع الذي بدأ في عام 2010 انتشاراً تدريجياً في شرق أوروبا والمتوسط لرادارات قوية وصواريخ اعتراض. ورأى بوتين أن "كل هذه العناصر تشكِّل خطوات إضافية نحو زعزعة استقرار النظام الأمني الدولي، ونحو سباق تسلح جديد". وأكد "لن ننجر إلى هذا السباق، سنسلك طريقنا الخاص وسنعمل بحرص كبير دون تجاوز خطط التمويل الراهنة لإعادة تسليح الجيش والأسطول". لكنه نبَّه إلى "أننا سنصحح هذه الخطط لمواجهة التهديدات التي تطول أمننا"، مبيِّناً "سنقوم بكل ما هو ضروري لضمان والحفاظ على توازن القوى الاستراتيجي الذي يشكِّل الضمان الأكبر لعدم نشوء نزاعات واسعة النطاق".