عندما اجتاح «داعش» بلدة سنجار شماليّ العراق قبل عامين؛ حملت بضعُ شاباتٍ يزيديات السلاح ضد المتطرفين الذين هاجموا النساء والفتيات. وحالياً؛ تشكَّلت وحدة قتالية نسائية تسعى للانتقام من التنظيم الإرهابي. وقالت أسيمة ضاهر (21 عاماً) عند نقطة تفتيشٍ قرب خطٍ للجبهة شماليّ الموصل «أخذ المتطرفون 8 من جيراني ورأيتُهم يقتلون الأطفال». وتنتمي الفتاة التي ترتدي زياً عسكرياً إلى الوحدة النسائية التي تتبع قوات البشمركة الكردية. وسلَّط قتل واستعباد الآلاف من أبناء الأقلية اليزيدية انتباه المجتمع الدولي على حملة «داعش» لفرض فكره المتطرف، ما دفع واشنطن إلى شن هجوم جوي. وتتألف الوحدة النسائية التي تشكَّلت بالدافع نفسه من 30 امرأة يزيدية وكردية من سورياوالعراق، ولا يعنيهُنَّ سوى شيء واحد فقط، وهو الانتقام للنساء اللاتي اغتُصِبنَ وضُرِبنَ وأُعدِمنَ على يد المتطرفين. وأكدت ضاهر أنها ذُهِلَت من وحشية المتشددين الذين كان بعضهم جيراناً والبعض الآخر من خارج المنطقة. وأوضحت «قتلوا عمي وأخذوا زوجة ابن عمي التي كانت تزوجت قبل 8 أيام من ذلك فقط، ولا تزال العروس محتجزة لديهم مثلها مثل آلاف اليزيديات الأخريات». وكشفت ضاهر عن قتلها اثنين من مقاتلي «داعش» قبل إصابتها في الساق خلال معارك اندلعت في سنجار قبل عامين. ولم يتسن التحقق بصورة مستقلة من هذه الروايات الشخصية. وعُلِّقَت صورٌ مهترئةٌ لأطفالٍ وأسرٍ على حافة مرايا أو على الحوائط في ثكنات المقاتِلات. وفقدت حسيبة نوزاد، قائدة الوحدة البالغة 24 عاماً، زوجها الذي كان يعيش معها في تركيا عندما اجتاح المتطرفون الشمال العراقي. وروت نوزاد «رأيتهم يغتصبون أخواتي الكرديات، ولم يكن بوسعي قبول هذا الظلم». وكان زوجها يريد دفع أموالٍ لمهربي البشر لنقلهما إلى أوروبا ضمن أكثر من مليون فرُّوا من الصراع. لكنها أصرت على العودة لقتال المتشددين. وشرحت «نَحيتُ حياتي الشخصية جانباً وجئت للدفاع مع الأخوات والأمهات الكرديات والتصدي للعدو»، لكنها فقدت الاتصال مع زوجها منذ وصوله إلى ألمانيا. وفي مجتمعٍ محافظ تبقى فيه النساء دوماً في البيت؛ تقول هؤلاء المقاتلات إن ذلك لا يمنعهن من خوض المعركة. ورأت نوزاد أنه «إذا كان بوسع الرجل حمل السلاح؛ فبوسع المرأة فعل الشيء نفسه». ولاحظت «يتحمس الرجال للقتال بقوة أشدّ عندما يرون النساء يقفن معهم في نفس ساحة المعركة». في الوقت نفسه؛ أشارت إلى اقتناع النساء في وحدتها بتخوف متشددي «داعش» من المقاتلات «لأنهم يعتقدون أنهم إذا قُتِلوا على يد امرأة فلن يدخلوا الجنة» و«هذه القصة تشجع مزيداً من النساء على الانضمام إلى القتال».