عاودت مدفعية الاحتلال قصف مناطق متفرقة في قطاع غزة، فيما شبَّه قائدٌ عسكري إسرائيلي سلوك مواطنيه بالنازيين. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بإطلاق مدفعية الاحتلال عصر أمس 5 قذائف على مناطق متفرقة شرقيّ مدينة خان يونس جنوبي غزة. ورافق القصفَ تحليقٌ مكثَّفٌ لطائرات الاستطلاع. وفي وقتٍ سابقٍ الخميس؛ أغارت طائرات الاحتلال على عدة مواقع في مدينة غزة وبلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، ما أسفر عن إصابة رجل مسنّ و3 أطفال بجروح. وشهِدَ الشريط الحدودي بين الأراضي المحتلة والقطاع تبادلاً لإطلاق النار الأربعاء؛ تزامُناً مع قصفٍ جوي إسرائيلي لمواقع خاصة بحركة «حماس». ولم ترد تقارير فورية عن ضحايا جرَّاء تبادل إطلاق النار الذي بات نادراً عبر الحدود منذ حلول هدوءٍ نسبي بعد حرب عام 2014. وعلَّل جيش الاحتلال تحرُّكاته عبر ربطها ب «جهود لتدمير شبكة أنفاق». بينما أكدت كتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكري ل «حماس»، أنها «لن تسمح باستمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة». وجاء في بيانٍ لها «على العدو ألا يتذرع بأي سببٍ كان وأن يغادر القطاع فوراً وأن يعالج مخاوفه ومخاوف مغتصبيه خارج الخط الزائل (الفاصل)». وشدَّدت الكتائب «التوغُّل الصهيوني منذ مساء الثلاثاء يُعدُّ تجاوزاً واضحاً لاتفاق التهدئة عام 2014 وعدواناً جديداً على القطاع». ولاحقاً؛ أعلن المسؤول في «حماس»، موسى أبو مرزوق، عودة الهدوء إلى الحدود بعد تدخُّل مصر التي كانت توسطت في هدنة 2014. وكتب أبو مرزوق على صفحته في موقع «فيسبوك»: «لقد تم الاتصال بالإخوة المصريين وهم من رعى الاتفاق الأخير لوقف إطلاق النار؛ وكانت استجابتهم فورية وجادة مما أعاد الأمور إلى ما كانت عليه». وتقول مصادر أمنية إسرائيلية إن 6 تقنيات سرية ل «الكشف عن الأنفاق» كانت قيد التطوير منذ وقتٍ طويل لكنها عُلِّقت جرَّاء مشكلات في التمويل. وحُلَّت المشكلات هذا العام بشكلٍ جزئي عبر هِبَة أمريكية مخصَّصة للأبحاث بقيمة 40 مليون دولار، على ما قالت المصادر نفسها. وتؤكد قيادة «حماس» عدم سعيها إلى شن حرب وشيكة، لكنها ترى الأنفاق سلاحاً استراتيجيّاً في أي مواجهة مسلحة مع إسرائيل، متعهدةً بألا تتوقف عن حفرها. في سياقٍ آخر؛ أقرَّ نائب قائد القوات المسلحة للاحتلال، الميجور جنرال يائير جولان، بتشابه سلوكاتٍ في المجتمع الإسرائيلي مع سلوك النازيين. وأطلق جولان التشبيه في كلمةٍ أمس الأول بمناسبة ذكرى محارق النازي. لكنه تراجع عمَّا قاله خصوصاً بعد استنكار وزيرين في حكومة نتنياهو. والتصريح يضغط على وترٍ طالما كان حسَّاساً بالنسبة لإسرائيل. وترفض دولة الاحتلال بشدَّة اتهاماتٍ موجَّهةٍ لها بمعاملة الفلسطينيين ذات المعاملة التي قال اليهود إنهم عانوها لفترة طويلة. وهذا العام؛ تزايد الاحتقان وتعمَّقت الانقسامات. والسبب نقاشٌ بين الإسرائيليين عمَّا إذا كان يحقُّ تبرير قتل جندي لفدائي فلسطيني كان مُلقى على الأرض جريحاً في مدينة الخليل المحتلة في مارس. واعتبر الميجور جنرال جولان أن الذكرى السنوية لمحارق النازي يجب أيضاً أن تدفع إلى البحث بعمق في «كيفية تعاملنا مع الآخر في هذا المكان والزمان». وأوضح «إذا كان هناك ما يخيفني لدى تذكُّر المحارق؛ فهو معرفة العمليات المغثية التي حدثت حينها في أوروبا على وجه العموم وألمانيا على وجه الخصوص قبل 70 و80 و90 عاماً؛ ورصد علامات على وجودها هنا بيننا اليوم عام 2016». ووجَّه جولان إشارة واضحة إلى حادثة إطلاق النار في الخليل. واستنكر «الاستخدام الشاذ عن القواعد للأسلحة»، مؤكداً «الجيش ملتزم بالتحقيق بحياد في القضايا الصعبة». والأسبوع المقبل؛ سيمثُل الجندي المسؤول عن الحادثة أمام المحكمة بتهمة القتل غير العمد. وتصل العقوبة القصوى في هذه الحالة إلى السجن 20 عاماً. بدورهما؛ سارع وزيران من القوميين المتطرفين إلى توبيخ جولان قبل أن تنطلق صافرة الإنذار في إسرائيل معلنةً الوقوف دقيقتين حداداً. وعلَّقت وزيرة العدل المنتمية إلى حزب «البيت اليهودي»، أيليت شاكيد، قائلةً «تصريحاته تشهد أساساً على افتقارٍ للفهم وعلى الجهل والتقليل من شأن المحارق». واعتبر وزير التربية وزعيم الحزب نفسه، نفتالي بينيت، أن على الجنرال «إصلاح خطئه». وفي وقت لاحق؛ أصدر جيش الاحتلال بياناً حاول من خلاله تهدئة الجدل الدائر. ورحَّب بينيت بالبيان الذي جاء فيه «جولان أوضح اليوم أنه لم تكن لديه أي نية لتشبيه أفعال القوات الإسرائيلية ودولة إسرائيل بالويلات التي حدثت في ألمانيا قبل 70 عاماً».