غزة - خانيونس - بئر السبع - بلال أبو دقة - رندة أحمد - الجزيرة : ارتفع صباح أمس الجمعة عدد الشهداء الفلسطينيين نتيجة أخطر تصعيد صهيوني على قطاع غزة «منذ إبرام التهدئة بين إسرائيل وحماس قبل نحو عام» إلى أربعة شهداء، جميعهم من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. فيما أُصيب خمسة جنود إسرائيليين، جراح أحدهم وُصفت بالحرجة، خلال اشتباكات عنيفة تخللها انفجار عبوة ناسفة بالقرب من السياج الأمني شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن من بين المصابين ضابطاً إسرائيلي، وُصفت إصابته بالبالغة، وإن جميع المصابين نُقلوا لمشفى سوروكا ببئر السبع لتلقي العلاج. واستُشهد ثلاثة مقاومين من كتائب القسام في غارة شنتها طائرات الاحتلال الصهيوني في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة على منطقة خالية شرق بلدة القرارة جنوب قطاع غزة. وبحسب مصادر الجزيرة، أدت الغارة إلى استشهاد كل من خالد أبو بكرة، ومحمد داوود، ومحمد القصاص، وجميعهم من النشطاء الميدانيين البارزين في كتائب القسام. ونعت كتائب القسام الشهداء الثلاثة، مؤكدة أنهم من القادة الميدانيين، وأبرزهم خالد أبو بكرة قائد وحدة النخبة. وبحسب مصادر الجزيرة، فإن طائرات الاحتلال أطلقت صاروخاً على أرض خالية بمنطقة آل عبد الغفور شرق القرارة نحو الساعة الخامسة صباحاً؛ وعثرت الطواقم الطبية على جثامين الشهداء وهي أشلاء ممزقة بعد نحو ساعة ونصف الساعة من الغارة. وكان قد استشهد المقاوم (ربيع خليل سليمان بركة - 23 عاماً) من كتائب القسام، وأُصيب مواطن آخر بقصف مدفعي إسرائيلي شرق بلدة القرارة جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر الجزيرة: «إن مدفعية الاحتلال أطلقت قذيفتين مدفعيتين صوب أراضي المواطنين في المنطقة، فيما أطلقت مروحيات الاحتلال نيرانها بكثافة وبشكل عشوائي في المكان.. وهرعت سيارات الإسعاف الفلسطينية إلى مكان القصف، وقامت بنقل الشهيد «بركة» والإصابة إلى مستشفى ناصر الحكومي بمدينة خانيونس. ونعت كتائب القسام شهداءها مشددة على أن مقاوميها سيبقون درعاً حصيناً لوطنهم وشعبهم، ويتقدمون الصفوف بكل عزيمة وثبات وإرادة لا تلين، ويعدون العدة، ويحشدون القوة لمقاومة الاحتلال، ويخوضون معركة التحدي والصمود، ولا يعرفون التراجع أو الانكسار أمام بطش الاحتلال الصهيوني وغطرسته. وبحسب مصادر الجزيرة المحلية، فقد بدأ تسلسل الأحداث إثر توغل ثماني جرافات عسكرية إسرائيلية من نوع D9، في تمام الساعة السابعة والربع مساء الخميس، مسافة 150 متراً، شرق بلدة القرارة انطلاقاً من البوابة العسكرية المعروفة باسم موقع سريج تحت غطاء كثيف من طائرتين مروحيتين وأكثر من ثلاث طائرات استطلاع على مستويات منخفضة، فيما تمركزت أربع آليات عسكرية ثقيلة داخل الشريط الحدودي مقابل الجرافات المتوغلة. وباشرت الجرافات الصهيونية عمليات حفر وتجريف وتمشيط في المنطقة، بالتزامن مع قيام الآليات العسكرية التي انتشرت على التلال الرملية بإطلاق النار من العيار الثقيل بشكل عشوائي. وأكدت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن عملية التوغل هذه جاءت بهدف تعقب مكان امتداد النفق الذي حفرته كتائب القسام تجاه كيبوتس العين الثالثة داخل إسرائيل. وذكر بيان للجيش الإسرائيلي، نشره موقع «والا» العبري، أن قوات معززة من وحدة جولاني وفرقة هندسية تتبع لسلاح الهندسة في الجيش الإسرائيلي كانت تقوم بالتجهيزات الهندسية استعداداً لتفجير نفق العين الثالثة الذي اكتُشف مؤخراً شرق خانيونس. وبحسب مصادر الجزيرة، سُمعت نحو خمسة انفجارات بشكل متتالٍ في محيط الجرافات الإسرائيلية المتوغلة، وتبيّن أنها ناتجة من قيام المقاومة الفلسطينية بإطلاق عدد من قذائف الهاون والصواريخ المحلية تجاهها، وأعقبها إطلاق قوات الاحتلال من داخل الآليات والأبراج العسكرية المحيطة بالمنطقة النار بشكل على المنطقة المستهدفة، وإطلاق عدد من القنابل الضوئية بأجواء المنطقة، فيما سمع صوت انفجارين قويين بين بلدة عبسان الصغيرة والقرارة، وتبين بأنهما ناتجان من قيام الآلية المدفعية المتمركزة بإطلاق قذيفتين تجاه المنطقة، وما إن هرعت سيارات الإسعاف الفلسطينية لمكان القصف حتى تبيّن أنه استهداف مجموعة من المرابطين التابعين لكتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، وانتشلت جثمان الشهيد «ربيع بركة» ومصاب آخر بجراح طفيفة لمجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس. من جهتها، قالت حركة حماس على لسان الناطق باسمها في غزة، سامي أبو زهري:: إن قطاع غزة لن يكون إلا جحيماً على الاحتلال الإسرائيلي. وبارك أبو زهري في تصريح صحفي مقتضب «عملية التصدي البطولية التي نفذتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وسقط خلالها عدد من القتلى والجرحى من جنود الاحتلال الصهيوني مساء الخميس وفجر أمس الجمعة شرق خانيونس، جنوب قطاع غزة». وقدم أبو زهري التحية لشهداء ومنفذي العملية. وفي أخطر تصعيد صهيوني على قطاع غزة، منذ إبرام التهدئة بين إسرائيل وحماس قبل نحو عام، استُشهد مساء الخميس وصباح أمس الجمعة أربعة مقاومين فلسطينيين، جميعهم من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وأصيب خمسة من ضباط وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينهم ضابط وصفت إصابته بالبالغة، خلال اشتباكات وقعت خلال توغل محدود شرق بلدة القرارة جنوب قطاع غزة، وغارة على مجموعة من المرابطين التابعين لكتائب القسام.