لطالما تمنيت إجادة لغتي العربية أثناء دراستي في مراحل التعليم العام، ولكي أعوض جهلي؛ فإنني عندما أدفع بمقالاتي إلى الصحيفة؛ أقوم بمراجعة النسخة التي أرسلها بالنسخة المنشورة المصححة؛ فأتعلم من أساتذتي المصححين ما وقعت فيه من أخطاء، وإن كنت – أحياناً – أجد اختلافاً بين مصححٍ وآخر؛ فأحار أي مُعَلِّمٍ أتبع، مع يقيني بأنهم جميعاً على صواب. كما أنني أحرص على قراءة مقالات أستاذي الكاتب الشيخ خالد السيف، فأتعلم منها من جملة ما أتعلم: الرقي بلغتي العربية الأم. مقالي هذا ستجدونه نقياً من الأخطاء، إذ تم تلافيها من قبل أساتيذي (جمع أستاذ بحسب معجم المنجد في اللغة) غير أن مصححي الصحيفة لا يجمعون على هذا النحو الفارسي مُفرده؛ الأمر الذي جعلني ألجم جموح غروري بأنني قد تعلمت شيئاً من لغة من يعاديني. وبعيداً عن مفردة «أستاذ»، كتبت ذات مرة «ستاد» وهي كلمة «يونانية» تُطلق على الميدان الذي تحيط به مدرجات، وتعني: «مسرح سباق»- فتم تعديلها من قبل أساتذتي المصححين إلى «استاد»، بزيادة حرف ليس منها، إلا أنه أفضل من كتابتها على هذا النحو: «أستاذ»، لكن ماذا كان سيعيبني لو كتبتها بلغتي العربية: «ملعب» لولا أن هذا اللفظ لا يعني وجود مدرجات كما عليه اللفظ اليوناني! وبغض الطرف عمّا تقدم، فإنني لا أدري كيف أجرؤ فأرد على تعليقات أساتذتي القراء، دون خجلٍ من أن أخطئ في لغة الضاد، فأكتب، مثلاً: «العظيم» خطأ، هكذا: «العضيم»، و«لم أر» هكذا: «لم أرى»، بينما أدعي أمامهم أنني أفهم، وهم لا يفهمون. قلت: من لم ينفعه العلم؛ فكل الأشياء تضره.