دشنت منظمة الصحة العالمية يومها الصحي العالمي والموافق للسابع من شهر إبريل الحالي والمُعنون بوقف جائحة مرض السكر»BeatDiabetes»، نظرا لسعة رقعة انتشار هذا الداء العضال، ليشمل أصقاع المعمورة قاطبة. أشارت المنظمة إلى أن هناك ما يقارب 422 مليون مريض حول العالم يعانون مرض السكر، بنسبة إصابة عالمية تقدر ب 8 %. و بلغت نسبة الوفيات بسبب مرض السكر ما يقارب المليون ونصف المليون في العام 2012، يمثل النوع الثاني «Type II» من مرض السكر، والمُنتشر بين الكبار ما نسبته 90%، مقارنة بما تبقى من سكر النوع الأول «Type I» المُنتشر بين الأطفال عادة. تهدف حملة المنظمة لزيادة التوعية بمرض السكر والتركيز على البرامج الوقائية قبل ظهور المرض، وكذلك البرامج العلاجية الشمولية والمتمركزة حول المريض «لا المرض فقط»، التي تتضمن برامج وقائية ثانوية ومُتقدمة «Tertiary» لمن أُصيب بالمرض، وليس مجرد الجانب العلاجي فقط. لسنا بمعزل كمجتمع سعودي عن مرض السكر، لقد تجاوزت نسبة الإصابة في المملكة ما يقارب 15 %، وبلغت نسبة الوفيات لدينا من مرض السكر ما يقارب 5 % من مجموع الوفيات. الحقيقة أن هذه نسب مُخيفة ومُفزعة بكل المقاييس الصحية ومقاييس جودة الحياة، ومن المُحزن أنها قابلة للزيادة خلال الأعوام المقبلة، ما لم تصاغ برامج توعوية ووقائية وعلاجية شمولية لوقف هذه الزحف الجائح لهذا النازل الثقيل. يلعب نمط الحياة «Lifestyle» الدور الرئيس في نشأة مرض السكر وسيره ومساره، كما أنه في ذات الوقت صمام الأمان لعالم يخلو من المرض. أشارت منظمة الصحة العالمية أن هناك من كل ثلاثة أشخاص واحد لديه زيادة وزن «Overweight»، كما أن هناك من كل عشرة أشخاص، شخصا يُعاني السمنة المرضية. من هنا كانت زيادة الوزن والمُؤدية للسمنة المُفرطة، في وجود الخمول العضوي وانعدام الحركة، يساهم في ذلك بشكل مباشر دور البيئة الضاغطة والضغوط النفسية والحياتية السبب المحوري لنشأة المرض بداية، كما أن الجميع له الدور الحاسم في سير المرض وتدهور حال المريض، يُعجل في ذلك عدم التزام المريض بالدواء «Non-adherence»، للوصول إلى النهاية المُفجعة، التي تتمثل في انعدام نعمة النظر أو الفشل الكلوي أو بتر الأطراف أو بالجميع مُجتمعة، مُؤدية للوفاة لا سمح الله. من هنا كان تغيير نمط الحياة «المرضي» أمر في غاية الأهمية، لعالم يخلو من مرض السكر وللإقلال من العواقب الصحية السيئة وربما المُميتة لمن يعانيه، من خلال برامج تعزيز الصحة والوقاية من المرض. للحديث بقية إن شاء الله.