** مضاعفات السكري لا حصر لها تبدأ من شعر الرأس إلى القدمين ** الغذاء الصحي وممارسة الرياضة أفضل حماية وعلاج ** تعايش مع السكري كصديق وليس كعدو. يعرف السكري بأنه حالة ارتفاع مستوى السكر في الدم وسببه ناجم عن قلة إفراز الأنسولين أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين، وببساطة فعند مريض السكر لا يتم تحويل المواد السكرية إلى طاقة مما يزيد نسبة السكري في الدم بينما تبقى خلايا الجسم وأعضاء الجسم متعطشة للطاقة مما يؤدي إلى أضرار و أمراض ومضاعفات بالغة في الأوعية الدموية تتسبب في أمراض القلب والعمى وأمراض الأعصاب وبتر في الأقدام. وربما يكون زيادة الوزن والسمنة السبب والخطر الذي يؤدي إلى حدوث السكري، وكذلك فإن اتباع أنماط حياة غير صحية كقلة الحركة وتناول الوجبات غير الصحية تعد العامل الرئيس الذي يحفز على انتشار هذا المرض . مكافحة السكري ومن الأخطاء الأكثر شيوعاً في مجتمعنا أنه يصعب مكافحة ووقف مرض السكري، ولكن الحقيقة أن هناك الكثير من الطرق السهلة والقليلة التكلفة، والتي تتمثل باتباع نمط صحي كالتغذية السليمة وممارسة الرياضة ومحاربة السمنة في المجتمع، حيث دلتٌ الدراسات الطبية الأخيرة على أن معالجة ووقف زيادة الوزن أنجح طريقة لمكافحة مرض السكري. عالمياً فإن نسبة الوفيات من أمراض القلب والسرطان والجلطة الدماغية بدأوت في التنازل ، بينما تزداد نسبة حدوث الوفيات عند مرض السكري. مرض قاتل ومن المعتقدات الخاطئة حول مرض السكري أنه مرض بسيط وغير قاتل، ولكن الحقيقة أن مرض السكري قاتل وأنه يؤدي إلى الوفاة أكثر من مرض السل والملاريا ومرض AIDS/ HIV .فمرض السكري يقتل حوالي 3،8 مليون نسمة عالمياً وإنه في كل عشرة دقائق يتوفى مريض سكري بسبب مضاعفات مرض السكري . ارتفاع نسبة مرض وتعد المملكة من أوائل عشر دول في العالم في ارتفاع نسبة مرض السكري، وهذا حسب تقديرات الاتحاد العالمي للسكر . وقد دلت عدة دراسات سعودية على أن نسبة مرض السكري في المجتمع السعودي من عمر الثلاثين سنة فما فوق ربما تعدت الآن 25 % . ويصيب مرض السكري الصغار والكبار والذكور والإناث . أنواع السكري وبتعريف بسيط هناك ثلاثة أنواع من مرض السكري وهي : 1النوع الأول والذي يعرف Type 1 DM يصيب صغار السن ويعتمد على إبر الأنسولين كعلاج رئيس 2 النوع الثاني والذي يعرف ب type 2 DM والذي يصيب البالغين من عمر الثلاثين سنة فما فوق ويتمتعون بزيادة وزن أو سمنة مع تاريخ عائلي لمرض السكري سواء من ناحية الأب أو الأم. 3.مرض السكري الذي يحدث عند الحمل ويذهب عادة بعد الولادة. عوارض السكري: قد لا تظهر أي عوارض على الإنسان وخصوصاً عند النوع الثاني من مرض السكري. أما عوارض السكري عند النوع الأول فتكون سريعة الحدوث وربما خلال أسابيع بل أيام قليلة وهي: •زيادة عدت مرات التبول •العطش الشديد •جوع دائم •نقص وزن مفاجئ •وهن وضعف شديد مع عصبية في المزاج. أما عوارض النوع الثاني فهي نفس عوارض النوع الأول مع : -التهابات متكررة -غشاوة في الإبصار -تنمل في الإطراف -عدم شفاء الجروح والقروح بسهولة -التهابات متكررة في المسالك البولية ، واللثة ، والجلد وهذه العوارض تحدث ببطء عند الكبار من مرض السكري ولكنها تكون سريعة جداً عند صغار السن وتؤدي إلى حالة نقص شديد في السوائل مع حالة إغماء. دور البنكرياس إن الأنسولين عبارة عن هرمون يفرزه البنكرياس تحديدا من خلايا بيتا من جزر تسمى جزر لانجرهام Islets of Langerhans، عادة فإن طعام الإنسان يتكون من المواد النشوية كالأرز، والبطاطا وهي الأطعمة تتحول بواسطة الجهاز العصبي إلى سكر بسيط وهنا يكمن دور البنكرياس فيفرز كمية كافية من الأنسولين للسيطرة على زيادة نسبة السكر وتحويل هذا السكر إلى طاقة مفيدة والتي يحتاجها معظم خلايا الجسم. فإن كان هناك خلل في إفراز البنكرياس للأنسولين سواء خلل من ناحية الكمية أو نوعية الأنسولين يبدأ ارتفاع نسبة السكر في الدم مما يحرم معظم أعضاء الجسم من الطاقة اللازمة مما يؤدي إلى زيادة في التبول وضعف ووهن عام مع حدوث مضاعفات مرض السكري المزمنة كالقلب، والكلى والأعصاب. تشخيص المرض: استشارة الطبيب أولاً ثم إجراء فحص نسبة HbAIC وهو فحص يعطي مخزون أو قيمة السكر خلال ثلاثة أشهر المنصرمة . فإذا كان نسبة HbAIC كثر من 6,5% فيمكن تشخيص مرض السكري . أما نسبة 5,7 HbAIC إلى 6,4 فإنها تدل على قابلية لحدوث مرض السكري بينما HBAIC أقل من 5,6 فهي تنفي وجود السكر . إن قياس نسبة HbAIC هو فحص يعد جديداً لتشخيص السكر ويعد دقيقاً وحساساً. وأما الفحوصات الأخرى فهي: _قياس نسبة السكر في مرحلة الصيام فإذا كانت أكثر من 126 ملغراما أو سبعة مليمول فإنها تدل على وجود السكر. _نسبة السكر أكثر من 200 ملغرام أو 11 مليمول بعد الأكل بساعتين تدل على وجود تشخيص السكر. -الوقاية خير من العلاج إن اكتشاف مرض السكري في مراحلة الأولى والمبكرة يمكن السيطرة عليه وإيقافه لذلك وبالتحديد لمجتمعنا في المملكة العربية السعودية ننصح بإجراء فحص HbAIC أو فحص سكر الصيام إلى كل من تجاوز الأربعين أو عنده أحد عوارض الخطورة التالية: -كتلة جسم الإنسان أكثر من 25 كلغم /م2 (تقاس بوزن الإنسان كلغ ثم تقسم على طول الإنسان بمتر مربع ) -قلة الحركة -تاريخ عائلي لمرض السكري -أي شخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم -كولسترول -شحوم ثلاثية -كلى -قلب العلاج: تبدأ باستشارة الطبيب، وقبل البدء بالحديث عن العلاج لا يجوز مطلقاً استشارة صديق أو أخذ وصفة طبية من غير طبيب على الإطلاق مرض السكري مرض مزمن وليس له لقاح أو علاج فوري كبقية الأمراض إلى الآن . إن الهدف من العلاج هو محاولة لجعل مستوى السكري في حدود الطبيعي وبدون حدوث مضاعفات ، فخطة العلاج تتكون من : *وجبة الطعام *ممارسة التمارين الرياضية *العلاج بواسطة الأدوية أو الأنسولين وقبل كل شيء أيضاً فإن الأطفال الذين يعانون من مرض السكري النوع الأول يحتاجون إلى الأنسولين، وذلك بطريقة الإبر أو مضخة الأنسولين ومضخة الأنسولين وربما تعطي كحكم أفضل. أما مرضى النوع الثاني فيتمثل علاجهم بخطة غذائية مع ممارسة تمارين رياضية وقد يحتاجون إلى حبوب بواسطة الفم، وهناك عدد من هذه الحبوب وأصبح هناك حبوب تعطى بواسطة الفم قد تؤخر في فشل البنكرياس، وإذا لزم الأمر فقد يحتاج مريض السكري الثاني إلى العلاج بالأنسولين قد يكون من أفضل الطرق التخلص من السكر النوع الثاني والذين يعانون من سمنة مفرطة أو وجود كتلة جسمية أكثر من 35 كغم /م2 إلى تدخل جراحي للمعدة والأمعاء وهدف هذه الجراحة إلى تخفيض الوزن . لقد أكدت عدة دراسات فائدة هذه العمليات، بل وربما توقف مرض السكري وحدوثة. إن الثقافة الصحية لها دور أساسي في محاولة فهم المريض للمرض نفسة، فعلى المريض واجب مهم وهو دوره الفعال ومشاركته في وضع خطة علاجية غذائية تتضمن الغذاء الصحي وكيفية ممارسة أنواع معينة من التمارين والرياضة. أتمنى أن يسود في مجتمعنا فكرة مشاركة المريض في وضع خطة علاجية مع الطبيب والمثقف الصحي ودور المسؤول عن التغذية. إن النظرة الطبيعية الحديثة لعلاج مرض السكري عبارة عن مشاركة المريض ودوره الفعال في الخطة العلاجية . إن نسبة زيادة الوزن والسمنة في المملكة العربية السعودية قد تجاوزت الستين بالمائة، وإن السبب الرئيس لمرض السكري النوع الثاني سببها زيادة الوزن أو السمنة، فقد دلت أكثر من دراسة وطنية أن 90% من مرض السكري النوع الثاني يعانون من زيادة الوزن أو السمنة وإن أكثر من خمسين بالمائة من الأشخاص الطبيعيين الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة سيصابون بالسكري خلال خمس سنوات. أكاد أجزم القول إننا نستطيع أن نحمي أنفسنا أو نمنع حدوث مرض السكري النوع الثاني وذلك بواسطة اتباع أنماط الحياة صحية وتغيير نوعية الوجبة الغذائية وزيادة أوقات التمارين الرياضية مع المحافظة على الوزن الأمثل. فاتباع هذه الطرق تمنحك حياة أفضل بعيدة عن مرض السكري، هذه خطوات إيجابية لعل مجتمعنا يبدأ بتطبيقها. إن هناك دوراً رئيساً للأهل حيث إن هناك خطأ شائعا عند الأهل وهو أن الولد الصغير البدين هو ولد صحي وطبيعي، بل إن الأغلبية يفرحون عندما يرون أولادهم أو بناتهم يتناولون الوجبات السريعة غير الصحية. وبطريقة دائمة غير مدركين أنهم يساهمون في إصابة أولادهم بمرض السكري. لقد أثبتت دراسة أمريكية طبية نشرت أخيراً في مجلة (Lancet ) أن هناك أدلة تثبت أن اتباع أنماط صحية بطريقة مكثفة تهدف إلى الوزن الأمثل وزيادة فرص التمارين الصحية تؤدي إلى انخفاض معدل السكر في المجتمع الأمريكي، وانتهت الدراسة إلى القول « إن برنامج أنماط حياة صحية يعزز الغرض لتأخير أو منع حدوث مرض السكري بنسبة 58% خلال عامين ونصف العام ، بينما أخذ علاج يطلق علية METfORMIN قد أخر نسبة السكر فقط 31% كيف التعايش مع السكري : كثيرون عندما يزورون الطبيب ويخبرهم بإصابتهم لمرض السكري يتعرضون إلى صدمة نفسية واكتئاب. إن أفضل علاج لهذه الصدمة هو تقبلها بطريقة صحيحة بعيداً عن الانفعالات النفسية. هناك عدة طرق للتخفيف من هذه الصدمة وهي : -على المريض أخذ معلومات حقيقية ووافية وعلمية عن مرضه وذلك عن طريق طبيبة والفريق الطبي الذي يشمل المثقف الصحي والغذائي. -عليه المشاركة الفعلية في خطته العلاجية -إن أفضل طريقة علاج بالإضافة إلى الحبوب أو الأنسولين هي وضع خطة لاتباع أنماط صحية وممارسة تمارين رياضية، ووضع خطة للتخلص من زيادة الوزن أو السمنة اترك القارئ الكريم لتمعن كلام الله عزٌ وجل وكلام الرسول (صل الله علية وسلم ).. قال تعالى « وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنهٌ لا يحب المسرفين « « ما ملئ ابن آدم وعاءً أشد من بطنة « « علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل «