كشفت منظمة التعاون الإسلامي عن صياغتها مجموعةً من المواقف لمواجهة تصعيد المشاعر المعادية للمسلمين، بينما ستناقش القمة الإسلامية ال 13 التي تستضيفها مدينة إسطنبول التركية مجموعةً من التوصيات للتصدي لظاهرة الخوف من الإسلام «الإسلاموفوبيا». وقالت المديرة العامة للشؤون الثقافية والاجتماعية وشؤون الأسرة في «التعاون الإسلامي»، مهلة أحمد، إن المنظمة تعكف على إعداد مجموعةٍ من المواقف لمواجهة التعميم المفرط والتنميط السلبي المكثَّف بشأن المسلمين والعقوبات الجماعية التي تُفرَض ضدهم. ولاحظت أحمد بلوغ ظاهرة الإسلاموفوبيا، التي تنامت بعد مأساة 11 سبتمبر2001، أقصى مستويات الحدَّة حالياً. وذكَّرت، في تصريحاتٍ صحفيةٍ أمس، بأن تلك الفترة شهِدَت حملات إعلامية مكثفة وخطابات كراهية ضد الإسلام رافقها عدد كبير من الحوادث الفردية ضد المسلمين والمساجد والمراكز الإسلامية والزي الإسلامي، معتبرةً أن الهجمات الإرهابية الأخيرة في كل من بروكسل (مارس 2016) وباريس (يناير ونوفمبر 2015) ضاعفت من مستوى الإسلاموفوبيا خصوصاً في الولاياتالمتحدة والبلدان الأوروبية. وبدت الظاهرة أحد عناوين الجدل في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ولجأ المرشحان الرئاسيان المحتملان عن الحزب الجمهوري، دونالد ترامب وتيد كروز، إلى خطاب اعتُبِرَ معادياً للإسلام يربطه بالإرهاب. وطالب ترامب في وقتٍ سابقٍ بمنع المسلمين من دخول بلاده، فيما دعا كروز بعد هجمات بروكسل إلى تسيير دوريات أمنية في الأحياء ذات الكثافة المسلمة. وسجَّل البيت الأبيض رفضه لهذا الخطاب الذى أثار قلق الناخبين الأمريكيين المسلمين. وعبَّرت المرشحة الرئاسية المحتملة عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، عن رفضها لاقتراحات المرشحَين الجمهوريَّين، معتبرةً إياها دعوةً للانقسام المجتمعي. وفي أوروبا؛ تصاعد خلال العام الماضي خطاب الأحزاب اليمينية ضد المسلمين؛ تزامناً مع استقبال القارة موجات لاجئين قادمين من دولٍ في الشرق الأوسط تعاني من صراعات. وأفادت مهلة أحمد، بأن القمة الإسلامية المقرَّر عقدها في إسطنبول بين ال 10 وال 15 من الشهر الجاري ستواصل حث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات حاسمة فيما يتعلق بإعادة تنشيط القانون الدولي، الذي يجرِّم بوضوح أي دعوةٍ إلى الكراهية الدينية بوصفها تحريضاً على التمييز والعداء والعنف، حسبما ورد في قرار مجلس حقوق الإنسان 18/ 16. في السياق ذاته؛ ستدعو القمة الدول الأعضاء في «التعاون الإسلامي» إلى الحوار مع المجتمع الدولي على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف، والمشاركة مع الغرب من أجل إيجاد التزام سياسي نحو تحقيق المصالحة بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات. وسيطالب المشاركون، والكلام مازال لمهلة أحمد، قادة المجتمعات ثقافياً ودينياً بتعزيز دورهم في الحدِّ من نزعات التطرف التي تغذي أحياناً ظاهرة الإسلاموفوبيا وتشجيع مبادئ التسامح والوسطية وتبادل الاحترام والتعايش السلمي. فضلاً عن ذلك؛ ستتناول القمة القضية الفلسطينية واستمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي. ومن المتوقع تعبير القادة المشاركين عن موقف موحد يدعم عقد مؤتمر دولي للسلام يوفِّر الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.