لم تعد تختلف وسائل الإعلام المحلية لدينا في هويتها وطريقة طرحها وتناولها القضايا العديدة والمواضيع المختلفة داخل مجتمعنا، حيث أصبحت ومع الأسف السطحية هي لغة ملازمة لتلك الوسائل التي تخاطب من خلالها الجمهور بمختلف شرائحه ومستوياته وثقافاته واهتماماته. ولعل المتتبع الفطن لإعلامنا يدرك أن تلك السطحية الإعلامية، وببساطة جاءت كقوالب جاهزة الصنع تتشكل وفق مواقف وأحداث وأسرار داخل حياة الناس، يروج لها المتسطحون ويصدر سطحيتها وسائل التواصل الاجتماعي، فيتناولها الإعلام بشكل عام والإعلام الجديد بشكل خاص، كقضية مجتمع أو حدث خاص ونادر من السعودية له أبعاده ومبرراته وتحاليله واستنتاجاته، جعلت منا ومن إعلامنا وحياتنا حديث تندر وسخرية أمام الإعلام العالم الغربي، الذي يستمتع بترويج تسطحنا وسطحيتنا في محاولة منه لإقناع الغربيين بحقيقة حياة السعوديين في الداخل، وأن الصورة التي لم تنهض وتنجح وزارة الإعلام متمثلة في إعلامها الخارجي هي تلك الصورة المغبرة السوداء عن الوطن والمواطن السعودي. بسبب الإعلام المحلي وغياب المهنية الحقيقية للمنتسبين على الإعلام وأهله، صدرنا وتصدرنا العالمية في السطحية والتسطح وحققنا أرقاما قياسية من الصعب لشعوب أخرى أن تصل لها عبر مقاطع اليوتيوب، وتغريدات تويتر، واستعراض سناب. نعم هو ذلك واقع الإعلام المحلي الداخلي الذي لم يفعل المواطن صاحب المصدر ومتابع السطحية والتسطح، ولم يتفاعل بأي من وسائله أمام تمرد وطرح وسائل الإعلام الأجنبية المختلفة، التي كان منها ما أطلق مؤخرا بعد تفجيرات بروكسل وتم استغلال اسم السعودية والسعودي في تصدير الإرهاب وتجنيد العنف والكراهية ونبذ كل ماهو غير مسلم، تقارير وإن كانت مؤدلجة بعيدة عن الحيادية والشفافية والمهنية كان آخرها الفيلم المسيء (Saudi Arabia uncovered)، إلا أنها لم تجد إعلاما محليا قويا يواجه بقوة ويدافع عن السعودية، ولم تتلق ترويجا كترويج السطحية والتسطح. ختاما… لكل قلب سعودي حي ولكل ضمير وطني صادق يحب دينه ويغار على وطنه.. أنقذوا إعلامنا وانفضوا واقعه، لأن القادم لن يرحم والأجيال لن تسامح في العبث بتاريخها وحياتها وواقعها، هي فقط تريد الحقيقة، الحقيقة فقط.