جدَّدت المملكة تأكيدها على تنافي الأعمال الإرهابية مع القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية، مُعزِّيةً إسلام آباد في ضحايا تفجيرٍ انتحاري وقع في مدينة لاهور «شرقي باكستان» مساء أمس الأول. في الوقت نفسه؛ أطلق الجيش الباكستاني عملية أمنية مكثفة ضد التنظيمات الإرهابية في إقليم البنجاب، فيما دعت منظمة التعاون الإسلامي مجمع الفقه الدولي إلى جلسة استثنائية. وبعث خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، برقية عزاءٍ ومواساةٍ أمس إلى رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، ممنون حسين، في ضحايا التفجير الإرهابي. وقال الملك «علِمنا بألم شديد بنبأ التفجير الإرهابي الذي وقع في مدينة لاهور، وما نتج عنه من ضحايا وإصابات، وإننا إذ نستنكر بشدة هذه الأعمال الإجرامية التي تتنافى مع القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية والأخلاقية؛ لنبعث لفخامتكم ولأسر الضحايا وللشعب الباكستاني الشقيق باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا أحرَّ التعازي وصادق المواساة، راجين المولى سبحانه وتعالى أن يمنَّ على المصابين بالشفاء العاجل؛ ويحفظكم وشعب جمهورية باكستان الإسلامية الشقيق من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب». في ذات السياق؛ بعث ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، برقيتي عزاء ومواساة إلى الرئيس حسين. وقال ولي العهد «تلقيت ببالغ الألم نبأ التفجير الإرهابي الذي وقع في مدينة لاهور، وما خلفه من ضحايا ومصابين، وإنني إذ أعبر لفخامتكم عن تنديدي واستنكاري الشديدين لهذه الأعمال الإرهابية الإجرامية؛ لأقدم أحر التعازي والمواساة لفخامتكم ولأسر الضحايا ولشعبكم الشقيق، سائلاً الله العلي العظيم أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يجنب جمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة وشعبها كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب». وجاء في برقية ولي ولي العهد «علمت ببالغ الحزن والأسى بنبأ التفجير الإرهابي الذي وقع في مدينة لاهور، وإنني إذ أعرب لفخامتكم عن استنكاري الشديد لهذا العمل المشين؛ لأقدم التعازي والمواساة لفخامتكم ولأسر الضحايا ولشعب جمهورية باكستان الإسلامية الشقيق، سائلاً الله جلت قدرته أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، إنه سميع مجيب». بدوره؛ أعلن الجيش الباكستاني صباح أمس شروع قواته في عملية أمنية مكثفة ضد التنظيمات الإرهابية في إقليم البنجاب؛ بعد ساعاتٍ من الهجوم الانتحاري الذي استهدف حديقة في عاصمة الإقليم لاهور وأسفر عن مقتل 72 شخصاً وإصابة أكثر من 250 شخصاً بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء. وأفاد المتحدث العسكري الباكستاني، الجنرال عاصم سليم، بصدور قرار بدء العملية العسكرية خلال اجتماع طارئ عقده رئيس أركان الجيش، الجنرال راحيل شريف، إثر الهجوم. وأكد المتحدث صدور قرار من القيادة العسكرية بالتعامل بحزم ضد أي جهة أو عناصر تثبت صلتها بالإرهاب، مبيِّناً أن العملية الأمنية ستشمل جميع مناطق البنجاب. وأشارت وسائل الإعلام الباكستانية من جانبها إلى تنفيذ قوات الجيش والقوات شبه العسكرية 5 عمليات في مناطق مختلفة من الإقليم أسفرت عن اعتقال عددٍ من الأشخاص يجري التحقيق معهم على خلفية الهجوم الانتحاري. وفي بيانٍ لها؛ ندَّدت منظمة التعاون الإسلامي، ومقرها جدة، بالتفجير، ووصفته بعمل وحشي ضد الأبرياء. وعبّر الأمين العام للمنظمة، إياد مدني، عن مواساته وبالغ تعاطفه مع عائلات الضحايا، وتمنَّى الشفاء العاجل للجرحى، مؤكداً مساندة المنظمة التامة لجمهورية باكستان قيادةً وحكومةً وشعباً في مواجهة الإرهاب والإجرام. ورأى مدني أن «هذا الحدث يضع كل الأطراف الفاعلة إقليميّاً ودوليّاً مُجدَّداً أمام مسؤولياتها»، داعياً إلى توحيد الجهود من أجل القضاء على المجموعات الإجرامية والإرهابية ومعالجة أسباب ظهورها. وشدَّد في الوقت نفسه على ضرورة إقصاء ومحاسبة من يقف وراء مثل هذه الأعمال غير الإنسانية وتَتبُّع هذه المجموعات التي صارت تهدد حياة المواطن المسالم وتصادر حقه المشروع في حياة طبيعية كريمة وآمنة. ولفت مدني إلى حق الأقليات في المواطنة وممارسة شعائرها بكل سلام وطمأنينة، مذكِّراً بأن مثل هذه الأعمال الإرهابية تضر بالمسلمين وغير المسلمين على حدٍّ سواء، واصفاً مرتكبيها ب «العدميين والوحشيين». ووفقاً للبيان؛ دعا مدني مجمع الفقه الإسلامي الدولي إلى عقد جلسة استثنائية للنظر في تأكيد تجريم كل من يدَّعي مسؤوليته عن هذه الجرائم.