قال فريدريك فان لو المدعي الاتحادي البلجيكي عن عبدالسلام وهو المشتبه الوحيد الباقي على قيد الحياة الوحيد من هجمات باريس، التي قتل فيها 130 شخصاً «صلاح عبدالسلام اعتمد على شبكة واسعة قائمة بالفعل من الأصدقاء والأقارب الذين يعملون في تجارة المخدرات والجريمة لمساعدته على الاختباء.» فبعد هجمات باريس، بحثت قوات الأمن هنا وهناك عن المشتبه به الرئيس صلاح عبدالسلام الذي اختفى تماماً بعد عودته إلى بروكسل. كان الاعتقاد أنه انتقل – بمساعدة تنظيم داعش- إلى تركيا أو سوريا أو المغرب. لكن اتضح أن أهم مطلوب في أوروبا لم يغادر قط العاصمة البلجيكية وأنه تلقّى مساعدة من عائلته وأصدقائه ومجرمين يعرفهم للاختفاء عن أعين المطاردين على مدى أربعة أشهر قبل اعتقاله يوم الجمعة الماضي في نفس الحي الذي نشأ فيه، على مسافة قريبة من منزل أبويه. وأضاف فان لو، مفسراً في حديث لمحطة (آر.تي.بي.إف) التلفزيونية كيف استطاع عبدالسلام الاختباء لفترة طويلة رغم وصول 24 ألف اتصال هاتفي لخط ساخن خصصته الشرطة لتلقي معلومات عمن يشتبه أنهم مهاجمون» كان هذا نوعاً من التضامن من جانب الجيران والأقارب.» وربما اختبأ عبدالسلام في قبو بمنزل والدة صديق له ليست له أي علاقة بالمتشددين وفقاً لما أوردته صحيفة لاليبر بلجيك أمس. وحصل عبدالسلام على مساعدة صديقين له، لإعادته بسيارة إلى بروكسل بعد أن فجّر شقيقه إبراهيم نفسه في أحد مقاهي باريس. وأخذه آخرون إلى منطقة مولينبيك حيث تنقل بين منازل آمنة. وتحدث عدد قليل من السكان في مولينبيك بخصوص عبدالسلام الشاب الفرنسي البالغ من العمر 26 عاماً والمولود لأبوين مغربيين في هذا الحي بالتحديد الواقع في الجانب الفقير من العاصمة البلجيكية. لكن معظمهم قالوا إنه شخص لطيف معروف في المنطقة. ووصفه دومينيك الذي يدير ركناً لبيع الصحف قريباً من مكان اعتقال عبدالسلام بأنه «فتى لطيف للغاية» لم يظهر أي إمارات على التحول للتشدد. ولم يسبق لعبدالسلام القتال في سوريا. وقال بيير وهو رجل في الخمسينيات من العمر من سكان مولينبيك «لن أقول إنه شخص طبيعي لأن الجميع يقولون ذلك.. لكنه كان لطيفاً، لم يكن عدوانياً». لكن ساكناً آخر في الحي اسمه هنري حذّر من أن عبدالسلام ليس الوحيد الذي تحوّل للتشدد في المنطقة. وقال بيير «لم ينته الأمر بعد. هناك كثير منهم.» وفي بلجيكا عثر الغربيون الذين يقاتلون في سوريا والعراق على أشخاص يمكن تجنيدهم لأسباب منها الإحباط من البطالة في أوساط الشبان صغار السن في هذا المربع المهمش ببروكسل على بعد كيلومترات قليلة من المقرين الفارهين لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.