لا أبالغ إن وصفتها بهذا الوصف، شاء من شاء وأبى من أبى، الذي لربما أغاظ البعض من إعلاميي ومرتزقة الممانعة والميالين إلى الهوى الإيراني الروسي على شاكلة «النقاش» أنيس «والعطوان» عبدالباري «والنّباح» محمد علي. في الوقت الذي كانت تجري فيه مناورات «رعد الشمال» والعالم بأسره يشاهد تلك الجيوش بدباباتها ومجنزراتها ومعداتها الحديثة، وعروض تلك الطائرات وهي تشق سماء حفر الباطن بألوانها واستعراضاتها المذهلة أمام زعماء الدول العربية والإسلامية، فإن هناك أمورا عدة مهمة على الصعيد الإقليمي أهمها: أولا: قيام المملكة العربية السعودية بوقف المساعدات والهبات المالية عن لبنان وتجريم «حزب الله» كمنظمة إرهابية وعزله عن العالم. ثانيا: الانتصارات التي تحققت في اليمن من خلال تحرير محافظة تعز وطرد الميليشيات الحوثية منها. ثالثا: قيام الرئيس الروسي بوتين بالانسحاب من سوريا وتقليص دور روسيا العسكري، وإبداله بالدور السياسي، وذلك قبل محادثات جنيف مما يعطي النظام السوري موقفا ضعيفا وهشا. الذي جعل من إيران تصرخ «لقمة رأسها» من قوة الضربات الموجهة لها والعزل الإقليمي، الأمر الذي جعل من الرئيس الأمريكي الفاشل باراك أوباما يشن حملة تصريحات ضد السعودية، التي تعامل معها الشعب السعودي كأداة للسخرية بوصفها تصريحات مشابهة للمعتوه الكويتي عبد الحميد دشتي. كل تلك المعطيات تقدم مؤشرا عن دور المملكة القوي والمؤثر على الصعيد الإقليمي والعالمي ويوجه رسالة وصفعة قوية لكل المشككين من دبلوماسيين وصحفيين بقدرات السعودية، الذين ما برحوا منذ بدء عمليات عاصفة الحزم على الحشد والتقليل من الشأن وإيهام الآخرين بفشل دور السعودية. ها هي السعودية تقدم وتفعل وتفعل دونما ضجيج وصريخ كما كانت الأنظمة القومية البائدة التي أزعجتنا بصريخها التعبوي وعويلها الذي لم يجد نفعا على مر السنين.