بدأت دفعة أولى من الطائرات العسكرية الروسية أمس بمغادرة سوريا غداة الإعلان المفاجئ لبوتين بسحب القسم الأكبر من القوات الروسية من هذا البلد، وهو ما يأمل الغربيون بأن ينعكس إيجاباً على المفاوضات في جنيف. ويأتي الإعلان الروسي عشية دخول النزاع السوري عامه السادس. وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن «دفعة أولى من الطائرات الروسية أقلعت من قاعدة حميميم الجوية عائدة إلى قاعدتها في روسيا»، وذلك غداة إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب القوات الروسية المنتشرة منذ ال 30 من سبتمبر الماضي في سوريا. وتضم الدفعة الأولى طائرات نقل من طراز تي 154، وقاذفات سو 34. كما أعلن مسؤول روسي في سوريا، أن الطيران الروسي سيواصل ضرباته الجوية ضد أهداف «إرهابية» في سوريا. وكان بوتين أعلن مساء الإثنين بدء سحب القسم الأكبر من القوات العسكرية الروسية المنتشرة في سوريا منذ ال 30 من سبتمبر الماضي، وذلك بعد أسبوعين على بدء العمل بوقف إطلاق النار. ولم تحدد موسكو مهلة زمنية لانسحابها، إلا أنها قررت الاحتفاظ ب «أحدث» أنظمتها للدفاع الجوي في سوريا. وقال رئيس المكتب الرئاسي في الكرملين سيرجي إيفانوف: «سنحافظ على حماية فاعلة للقسم المتبقي في سوريا من القوات، خصوصاً من خلال وسائل حماية برية وبحرية وجوية». حسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية. واعتبرت الصحف الروسية أمس، أن إعلان الانسحاب يتيح لموسكو تقديم تدخلها في هذا البلد بمنزلة انتصار سياسي، كونها أعطت أولوية إلى التسوية السياسية بدل الغرق في النزاع. ولاتزال الآمال بعيدة بتحقيق اختراق في مفاوضات السلام الجارية في جنيف، إذ لايزال الجانبان على خلاف حول مسألة مصير الرئيس السوري بشار الأسد بينما دخل النزاع عامه السادس. ويأتي إعلان الانسحاب الروسي بعد ساعات على بدء جولة جديدة من المفاوضات في جنيف، كما يأتي القرار في الوقت الذي لايزال فيه مصير الرئيس السوري بشار الأسد يطرح مشكلة، إذ ترفض دمشق كل مطالب المعارضة في هذا الصدد. وصرَّح مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في بيان تلاه أمس أحمد فوزي، أحد المتحدثين باسم الأممالمتحدة في جنيف، أن «إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانسحاب من سوريا في اليوم نفسه لبدء هذه الجولة الجديدة من المفاوضات في جنيف، هو تطور مهم، ونأمل في أن يكون له تأثير إيجابي على تقدم المحادثات التي تسعى إلى التوصل إلى حل سلمي للنزاع في البلاد».