فيما وصف بأنه تطور ميداني مفاجئ، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس (الاثنين) انسحاب الجزء الرئيسي من القوة الروسية في سورية اعتبارا من اليوم (الثلاثاء). واعتبر في اتصال هاتفي مع بشار الأسد أن التدخل العسكري الروسي حقق أهدافه إلى حد كبير. وقال بوتين خلال اجتماع في الكرملين مع وزيري الدفاع والخارجية الروسيين، إن الانسحاب سيبدأ اعتبارا من اليوم (الثلاثاء). وطالب بتكثيف الدور الدبلوماسي الروسي في الأزمة السورية لإنهاء الصراع. وذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن بوتين أبلغ الأسد بالقرار الروسي بالانسحاب. وفيما لم يذكر بوتين موعدا لإتمام الانسحاب، لفت إلى أن موسكو ستحتفظ بوجود عسكري في ميناء طرطوس وقاعدة حميميم الجوية في اللاذقية. وزعم بيان لنظام الأسد أن دمشقوموسكو اتفقتا على تقليل وجود القوات الجوية الروسية في سورية بعدما ساعدت جيش النظام على ما وصفه بتحقيق مكاسب عسكرية. ووصف مراقبون سياسيون التحول الروسي المفاجئ بأنه بمثابة إعلان فشل التدخل العسكري المباشر في الأزمة السورية. وأكدوا أن الروس لم يصلوا إلى النتيجة التي كانوا يتوقعونها وأدركوا أنهم لن يفلحوا في حسم الأمر عسكريا، خصوصا في ظل تنامي الضغوط الدولية والإقليمية ما أدى في نهاية المطاف إلى الإذعان وسحب قواتهم من سورية. وجاء هذا القرار اللافت بعد ساعات من أعلان ستافان دي ميستورا المبعوث الأممي لسورية أن الانتقال السياسي هو أساس محادثات جنيف وأن الخطة «ب» تعني العودة للحرب. وانطلقت في جنيف أمس مفاوضات غير مباشرة بين النظام السوري والمعارضة في مسعى لإنهاء الحرب التي تدخل عامها السادس ، لكن الهوة لا تزال كبيرة جدا بين الطرفين رغم صمود هدنة ميدانية بينهما. وأضاف دي ميستورا الذي عقد «اجتماعات غير رسمية» مع وفدي النظام والمعارضة في مؤتمر صحفي أمس في جنيف أن هذة لحظة الحقيقة. وأوضح أنه ليس هناك اتفاق حتى الآن على جدول أعمال المفاوضات بيد أنه قال إن جولة جديدة ستعقد الأسبوع القادم في جنيف مشيرا إلى أنه يتوقع الاتفاق على خارطة طريق بعد ثلاثة أسابيع .