قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، إن الأداء الضعيف للمحافظين الذين تتزعمهم في انتخابات الولايات الأحد، كان يوما صعباً للحزب لكنها تعهدت بمواصلة السعي للتوصل إلى حل أوروبي لأزمة اللاجئين التي هيمنت على الانتخابات الألمانية. وقالت ميركل في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع قادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ الذي تتزعمه، «يجب علينا القول إن يوم أمس كان يوما صعباً للحزب.بدون شك قطعنا شوطاً طويلاً صوب حل مسألة اللاجئين لكن ليس لدينا حل دائم بعد. أنا على اقتناع تام بأننا في حاجة لحل أوروبي وهذا الحل سيستغرق وقتا». من جهتهم دعا منتقدو سياسات الهجرة التي تطبقها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لتغيير المسار أمس، بعد أن عاقب الناخبون في انتخابات ثلاث ولايات ألمانية حزبها المحافظ واتجهوا لانتخاب حزب جديد مناهض للهجرة يريد إغلاق حدود ألمانيا. وخسر حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل في جميع الولايات التي أجريت فيها انتخابات الأحد وهي «بادن فورتمبرج» الصناعية و«راينلاند بالاتينات» التي تشتهر بزراعة الكروم وولاية «ساكونيا-أنهالت» شرق البلاد، في أول انتخابات تعطي الناخبين فرصة التعبير عن موقفهم من سياسة الهجرة التي تطبقها ميركل. واستقبلت ألمانيا1.1 مليون مهاجر فروا من الشرق الأوسط وإفريقيا وأنحاء أخرى في العام الماضي، وتتوقع وصول مئات الآلاف من المهاجرين في العام الحالي. وهذا أثار مخاوف بين بعض الألمان من أن بلدهم قد لا يكون قادراً على تحمل عبء المهاجرين بثقافاتهم التي تختلف كثيراً عن ثقافته. وقال جيرو نيوجيبور أستاذ العلوم السياسية بجامعة برلين الحرة «تغير المشهد في ألمانيا لأنه لدينا الآن حزب في اليمين. فيما سبق كان لدينا أحزاب محافظة كبيرة فقط لكن الآن لدينا حزب صغير حظي بشعبية كبيرة. إنها ألمانيا جديدة». وقال إنه ما زال سيتضح إذا ما كان الحزب الجديد المناهض للهجرة يمتلك قوة كافية للتعامل مع التحديات المقبلة. أضاف «لا تتعلق التحديات بأزمة اللاجئين فقط وإنما أيضاً السياسات الأوروبية والمحلية والأمن القومي وغيرها. وحتى الآن لدى الناس الذين صوتوا لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا طموحات مختلفة والحزب يجب أن يلبي هذه الطموحات، لذلك يمكن للمرء أن يتشكك في إمكانية تحقيقهم هذا بالفعل». وقال إن ميركل يجب أن تدرك أن مؤيديها سيتشككون في قدرتها على التعامل مع الوضع. وأضاف «لابد أن تعزز جهودها للتعامل مع أزمة اللاجئين في ألمانيا وليس على حدود أوروبا». وقال هورست زيهوفر زعيم الحزب الاجتماعي المسيحي في بافاريا وهو الحزب الشقيق لحزب ميركل، إن سياستها المتعلقة بالهجرة أضعفت موقف المحافظين في الانتخابات. وأضاف للصحفيين في ميونيخ «السبب الرئيس هو سياسة الهجرة. الحديث حول الأمر غير مُجد ونحتاج وقتا طويلا للتخلص من تطورات الستة الشهور الماضية وهو ما يعني تغيرا جذريا في المشهد السياسي الألماني».