أدلى الناخبون الألمان بأصواتهم في انتخابات ثلاث ولايات أمس، حيث يسعى حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة، لاستغلال الغضب الشعبي تجاه سياسة الهجرة التي تطبقها المستشارة أنجيلا ميركل. وتمثل الهجرة قضية ساخنة مع تزايد قلق الكثيرين بشأن كيفية مواجهة ألمانيا لأزمة لاجئين، شهدت وصول أكثر من مليون شخص إلى البلاد العام الماضي، وهو ما يشكل تحديا لقيادة ميركل وتعتمد عليه سمعتها السياسية. وفقد حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تتزعمه ميركل التأييد أمام حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة، الذي استفاد من الاستياء المتزايد. وسيضعف سوء أداء حزب الاتحاد الديمقراطي ميركل في الوقت الذي تحاول فيه التوصل إلى اتفاق لحل أزمة المهاجرين في أوروبا. وقال اندري بوجنبرج زعيم حزب البديل من أجل ألمانيا في ولاية «ساكسونيا-أنهالت» في ألمانياالشرقية سابقاً للصحفيين بعد التصويت «هناك مسار واحد: مسار الوحدة الذي تطرحه ميركل. الشعب يريد البديل. إنهم يريدون معارضة حقيقية ونحن نرغب في تحقيق ذلك». والفشل في الفوز في ولايتين على الأقل من الولايات الثلاث سيكون ضربة لميركل، التي تحاول استغلال وضعها كأقوى زعيمة أوروبية لتوقيع اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف تدفق المهاجرين. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي سيبقى أكبر حزب في ولاية «ساكسونيا أنهالت». لكن حزب البديل من أجل ألمانيا يمكنه الحصول على خمس الأصوات هناك متجاوزاً الحزب الديمقراطي الاشتراكي شريك ميركل في الائتلاف الحكومي. وفي الغرب قد يفقد حزب الاتحاد الديمقراطي تقدمه لصالح حزب الخضر في ولاية «بادن-فورتمبيرج» حيث يعد حالياً أكبر حزب. وفي ولاية «راينلند بالاتينات» حيث احتل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المركز الثاني بفارق بسيط المرة الماضية تشهد الانتخابات تقارباً كبيراً بحيث يصعب التكهن بنتائجها. ولن يكون الأداء الضعيف للحزب الديمقراطي المسيحي ملائماً من حيث التوقيت لميركل، التي لا تزال تسعى لتوقيع اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لوقف تدفق المهاجرين في قمة يومي 17 و18 مارس. وكانت ميركل أثارت حفيظة العديد من الزعماء الأوروبيين في الأسبوع الماضي عندما طرحت عليهم الخطة وطالبت بدعمهم. وأقر مرشح الحزب الديمقراطي المسيحي في «بادن-فورتمبيرج» الذي يسعى لاستعادة السيطرة على المنطقة من الخضر، بأنه شعر ببعض التوتر أثناء ذهابه للتصويت. وقال جيدو وولف للصحفيين في بلدة توتلينجن «بالطبع أشعر بتوتر صحي. لكنني واثق تماماً (من الفوز)». وظلت «بادن-فورتمبيرج» أحد مراكز قوة الحزب الديمقراطي المسيحي لأكثر من 50 عاماً قبل تحولها نحو ائتلاف يقوده الخضر مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي في عام 2011 بعد كارثة فوكوشيما النووية في اليابان. وأظهرت استطلاعات الرأي أن رئيس وزراء الولاية المنتمي لحزب الخضر وينفريد كريتشمان (67 عاماً) يمكنه التفوق على وولف. أما ولاية «راينلند بالاتينات» وهي منطقة لزراعة الكروم فتتشكل كولاية محورية غير محسومة. وهناك تنظر جوليا كلوكنر (43 عاما) إلى نفسها كمرشحة قد تخلف ميركل في يوم ما. لكن تقدمها تضاءل وأظهر استطلاع رأي أجري في الأسبوع الماضي، أنها تأتي في المركز الثاني بفارق طفيف بعد منافسها من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي مالو درير. وسئلت ميركل خلال تجمع انتخابي السبت بشأن كيفية استعدادها لنتائج يوم أمس فقالت «أتمنى التوفيق».