ما زلنا نتابع مع كل جولة لعبة الكراسي الموسيقية التي تتحرك فيها أربعة أندية بالتحديد، بحثاً عن صدارة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، وهذا السباق القائم ما بين الأهلي والهلال ومن خلفهما الاتحاد، وبكل صراحة لن أقف متفرجاً على فريق بحجم التعاون، الذي شق طريقه باقتدار وشجاعة، وزاحم أندية كبيرة ولم يكن مجرد متفرج على ما يدور حوله، شأن عديد من الأندية التي فضلت التواري والاختفاء خلف صفوف الوسط، فلا هي تقارع من أجل البقاء ولا هي التي تصارع على الصدارة. نعم التعاون ضرب أروع الأمثلة التي يمكن لأي ناد أن ينظر له باحترام، خصوصاً إذا ما قسنا أو قارنا إمكانات تلك الأندية التي لن أتردد في تسميتها باسمها مثل النصر، الذي أصبح في هذا الموسم في وضع لا يحسد عليه، وكذلك الشباب الذي سرعان ما يظهر وأسرع ما يختفي، والبقية مع احترامي لن يكون لهم المجال في هذا الحديث. فإذا نظرنا إلى الأهلي الذي أصبح أنصاره الكثر يخافون عليه من أن يفقد الصدارة بعد هذا المشوار الطويل مع الصدارة، بينما أنصار الهلال يضغطون بكل قوة لديهم من أجل دفع فريقهم إلى المقدمة مع كل جولة، بينما الاتحاد أصبح يشق طريقه نحو المقدمة بهدوء، والأهم من هذا كله هو ما يفعله التعاون في هذا الموسم، وكيف فرض نفسه بقوة، ليصبح رقماً مهما ًفي هذا الموسم، وبطبيعة الحال هذا هو ما يميز الدوري السعودي الذي يفرز في كل موسم فريقا يستحق أن يكون حصاناً أسود يفاجئ الجميع بانطلاقته بكل قوة ويستمر في التقدم وحتى إن لم يحقق المركز الأول، فيكفيه فخراً ويكفي أنصاره أنه سجل اسمه بين الكبار في النتائج وليس في الإمكانات. وأنا وغيري كثيرون بكل تأكيد يقفون باحترام لهذا النادي الذي يعاني ما يعاني من قلة الإمكانات ونجده بين الكبار في المقدمة، وأعتقد أنه يفترض على رابطة دوري المحترفين والراعي الرسمي للدوري ابتكار جائزة وتكريم خاص لمثل هذا النادي وتثبت هذه الجائزة في كل موسم، لتكون حافزاً لأندية الوسط والأندية المتأخرة التي لا يتوقع أن تقدم ما يميزها، ليتم تكريم ناد في كل موسم يكون مفاجأة الدوري نظير ما يقوم به ويحققه من نتائج مميزة تجعله حديث الوسط الرياضي، وأعتقد أن هذا التكريم سيكون له صدارة على هذا النادي ونحقق بالفعل لا بالقول لكل مجتهد نصيب.