ما إن تلامس أصابعك أيقونة المعرِّف العالمي «جوجل»، تُحمِّل عنوان صفحة الشرق الأوسط على أحد الموقع الإخبارية، إلا وتُسدل أمامك قائمة بأخبار الأزمات الشرق أوسطية مدونة بأزمة اليمن، وأخبار فلسطين، ومصر، والأكراد، وانفجارات ليبيا، والعراق، والاقتتال في سوريا. أما أيقونة صفحة العالم فيُسدل منها قائمة بآخر الأخبار في الصحة، وأحدث الدراسات الطبية، وعن الفضاء، وإطلاق الصواريخ الفضائية، واكتشاف المجرات الجديدة، التي حجبها درب التبانة، وعن التكنولوجيا، وتعاون شركة جوجل ووكالة ناسا لإنتاج أسرع كمبيوتر في العالم، يعمل بمقدار 100 مليون مرة من الكمبيوتر العادي المستخدم الآن، وأنت تقرأ هذا المقال. بيننا وبين العالم فجوة كبيرة، وحتى لو اشتدت الأزمات لديهم فلا كلل ولا ملل من الاستمرار في الاختراع والتطور، وعجبي منهم، لا يكتفون بشيءٍ، ولا حدود لمخيلاتهم، فما إن تخطر على بال أحدهم فكرة إلا ويطرحها على أرض المختبرات، وفي أروقة المعامل تجارب تتلوها تجارب حتى تنضج، وتخرج على العالم بتقنية جديدة، نُسرع في استيرادها واستخدامها. نحن هنا في الشرق الأوسط «شرق الأزمات»، نعجز يوماً بعد يوم عن النهوض بهذا الشرق، أو حتى «تلطيف أجواء ما يحصل فيه»، فمتى تُسدل قائمتنا بالدراسات الطبية في اكتشاف علاجات لبعض الأمراض، التي حصدت كثيراً من الأرواح، رحمهم الله، أو تُبذل الجهود لتنمية مناطقنا الصحراوية بمساحاتها الشاسعة، التي تحتاج إلى تحدي الطبيعة، وجعلها أرضاً خصبة، تُنتج محاصيل زراعية وفيرة، نقوم بتصديرها. أيها الشرق: الغفوة طالت، فمتى تصحو، وتنفض عنك «غبار معارض الاختراعات»، وتُشرق علينا يوماً بشتى العلوم المختلفة، لتُسدل لك القوائم في كافة المجالات، فأنت أساس الطب، والتصوير، وعلم الفلك؟! عُدْ ونبحر معك في فضاءٍ متسعٍ بالإنجازات والابتكارات مفتخرين بك.