سعت هيلاري كلينتون، أمس، إلى استعراض قوتها أمام منافسها بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي في كارولاينا الجنوبية الولاية الرابعة في مسلسل التصويت، تمهيداً ل»الثلاثاء الكبير» في الأول من مارس. وبعد أسبوع فقط من فوز دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في كارولاينا الجنوبية، يأتي دور الديموقراطيين في الولاية نفسها، حيث كان 55 % من الناخبين في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية العام 2008 من السود. وتتصدر المرشحة الديموقراطية السباق لجمع عدد المندوبين المطلوب لنيل ترشيح الحزب، بعد فوزها في اثنتين من الولايات الثلاث التي نظمت حتى الآن انتخابات تمهيدية، مع فوزها في أيوا بفارق ضئيل وفي نيفادا. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة بالتوقيت المحلي (12,00 ت غ) لمدة 12 ساعة. وقالت كلينتون الجمعة أمام مئات الأشخاص ومعظمهم أمريكيون أفارقة تجمعوا في أورانجبرغ إنه «سيكون رائعاً القيام بعمل جيد هنا غداً». وفي صورة متناقضة، لاقى ساندرز ترحيباً فاتراً من الحشد نفسه عندما وصل بشكل غير متوقع إلى الحفل نفسه بعد وزيرة الخارجية السابقة. وقال ساندرز «في العام 1963، كنت هناك مع الدكتور (مارتن لوثر) كينغ للمشاركة في مسيرة واشنطن من أجل العمل والحرية». وفي وقت لاحق في كولومبيا، ألقى ساندرز خطابه الأخير في قاعة ضخمة نصف فارغة، على عكس ولاية أيوا حيث جمع نحو خمسة آلاف مؤيد في الساحة. وفيما يحظى ساندرز بدعم شخصيات من السود مثل المخرج سبايك لي ومغني الراب كيلر مايك، غير أن السيدة الأولى السابقة تحظى بدعم مسؤولين محليين وشخصيات من السود. وتستفيد المرشحة البالغة من العمر 68 عاماً من تأييد الناخبين الذين دعموا زوجها بيل، الذي نافست شعبيته كمرشح رئاسي تلك التي لدى باراك أوباما. وهذان الرجلان تعرفهما كلينتون جيداً، وفي كثير من الأحيان تطلق النكات عن كونها جزءاً من نسبهما السياسي. وقالت كلينتون «أنا لست مرشحة لأكون المرحلة الثالثة من بعدهما، لكنني أعتقد أنهما قاما فعلاً بعمل جيد للولايات المتحدة، وسيكون غباء ألا نتعلم منهما». وتجوب هيلاري وزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون وابنتهما تشيلسي أرجاء الولاية، مع التركيز على الكنائس والجامعات التي تلقى إقبالا من السود، مرددين الرسالة ذاتها: هيلاري كلينتون هي المرشحة الوحيدة التي تملك برنامجاً متكاملا من أجل «إسقاط الحواجز» التي تمنع الأقليات من الإزدهار داخل المجتمع الأمريكي. وخصص ساندرز قدراً أقل من وقته لولاية كارولاينا الجنوبية، مفضلاً على ضوء فرصه فيها تكريس جهوده لولايات مثل أوهايو ومينيسوتا ستصوت في مارس، حين يتم منح 45% من المندوبين، مقابل حوالي 2% فقط حتى الآن. ويتوقع سناتور فيرمونت منافسة شديدة وسباقاً طويلاً يستمر ربما حتى آخر عمليات الاقتراع في مايو ويونيو. ومن المتوقع أن يبقى ساندرز في تكساس ومينيسوتا، فيما تعود كلينتون مساء إلى كولومبيا. وسيتم اختيار 3% فقط من مندوبي مؤتمر الحزب الديموقراطي في يوليو في فيلادلفيا قبل نهاية اليوم. لكن الولايات ال11 التي ستشهد انتخابات ديموقراطية يوم «الثلاثاء الكبير»، سترسل 18 مندوباً إلى فيلادلفيا. وتتصدر هيلاري كلينتون في معظم الولايات، غير أن ساندرز متقدم عليها في ماساتشوستس كما في معقله فيرمونت طبعا. لكن مؤيدي كلينتون من الأقليات وغيرها، يكررون أنها «مؤهلة» و»تمتلك الخبرة». وإذا ما حققت كلينتون فوزاً في هذه الولاية، فسيكون الثالث لها منذ الأول من فبراير، وستسكت أصوات المنتقدين الذين يقولون إنها تقود حملة كسولة.