اختتمت أمس فعاليات «بيت الخير» في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 30»؛ حيث شهد البيت حركة نشطة من قبل الزوار الذين تعرفوا على صورة حية للمنطقة الشرقية، من خلال فعاليات متنوعة عكست التنوع الثقافي والاجتماعي، والنهضة العمرانية والصناعية التي تذخر بها المنطقة. وحرض القائمون على البيت على أن يقدم تجسيداً واقعياً للمواقع الأثرية، إضافة إلى اهتمامهم بأدق التفاصيل سواء في الحياة الاجتماعية، أو الملابس والديكورات، واستحضار العادات الاجتماعية القديمة والألعاب الشعبية والفنون والحرف اليدوية. وشهد «بيت الخير» على مدى أسبوعين، تطويراً في عدد من الأجنحة؛ حيث أضيفت التوسعة للمدرسة الأميرية التي تمثل أبرز المعالم التاريخية في الأحساء، ونفذته أمانة المحافظة، وإضافة ميناء العقير ذي القيمة السياحية والتراثية والتاريخية. واحتوى البيت على مسجد جواثا الذي يمثل أقدم المساجد وثاني مسجد أديت فيه صلاة الجمعة في الإسلام. وضم البيت كذلك بيت البيعة الذي سكنه المؤسس (رحمه الله) عند ضمه الأحساء، وتمت إضافة عديد من الأجنحة الأخرى، وبعض القطع التراثية النادرة في أروقة البيت. كما شارك في البيت عدد من جامعات المنطقة، وضم جبل القارة والبيئة الزراعية المتمثلة في النخيل وزراعة الأرز الحساوي التي يشرف عليها مشروع هيئة الري والصرف في الأحساء. وجاءت مشاركة الشرقية في المهرجان هذا العام متضمنة فعاليات تراثية اشتملت على حرف شعبية تظهر في دكاكين القيصرية التي تستقبل زوار البيت عند المدخل ومنها: الحدادة، الصفار، الفخار، النجار، الخرازة، الخباز، الحياكة، رافي بشوت، القياطين، الخوصيات، الأقفاص، صناعة الطبول. وبعضها ينتشر على سيف البحر الذي يمثل الحياة الاجتماعية البحرية في المنطقة كحرفة صانع القراقير، والديايين، والطواش وصانع الشباك والقلاف. كما جرى عرض للحرف في ميدان البيت الخارجي الذي يمثل السوق الشعبي العام في المنطقة كحرف تجليد الكتب، وصناعات السروج، المسابح، الأختام، المداد والسلال، إضافة إلى تجسيد وعرض بعض الأعمال المهنية في أروقة وحارات المنطقة كتجوال عربة الغاز والقاري والمروي، ومن خلال المزرعة يرى الزوار الكرام طريقة الري والسقي وجني التمور والاستمتاع بأهازيج الفلاحين كفن الدياسة والصرام. كما حظيت القهوة الشعبية بعديد من الزوار الذين استمتعوا بتناول الأكلات الشعبية والشاي والقهوة والزنجبيل والاستماع إلى الأهازيج الشعبية. وقدمت الفرق الشعبية ألواناً من الفولكلور والأهازيج البحرية للفرق الشعبية التي تشتهر بها المنطقة الشرقية مثل فن الفجر، الليوة، الصوت والنهام. وكما قدمت في الساحة ألواناً شعبية طربية أخرى مثل فن القادري، والعاشوري، والخماري، والسامري والعرضة. وفي البيت التقليدي خصص للوفد النسائي المشارك حيث المجلس الشعبي وغرفة العروس، أحد الأجنحة التي استمتع بها الزائرون للتعرف على الحياة الاجتماعية في المنطقة من خلال ما يمثله المكان من تجسيد للماضي من طراز قديم ومحتويات المكان والأدوات المستخدمة والملابس والإكسسوارات، كذلك يجسد البيت الحياة الاجتماعية من خلال الحارة الشعبية التي تشتمل على المنازل الشعبية في الماضي والمسجد (المصلى)، وكذلك انتشار الباعة المتجولين، وتضمنت المشاركات النسائية الحرف الشعبية النسائية كخياطة الملابس والملافع والحناية والعجافة والخوصيات والخبز الرقاق (تاوة) والفخار والتطريز والطواقي، وتقديم الألوان الشعبية النسائية. ويشرف عليهن وفد نسائي.