استقبل «بيت الخير» الذي يمثل المنطقة الشرقية في مهرجان الجنادرية زواره في دورته الثلاثين، وسط كثير من المشاهد التطويرية في مختلف أجنحته، ما يضفي عليه تميزاً واضحاً يعكس ما تشهده المنطقة من نهضة وتنوع ثقافي. واستكمل «بيت الخير» بناء المدرسة الأميرية، وتوسعتها التي تمثل أبرز المعالم التاريخية في الأحساء، ونفذته أمانة المحافظة، وتطويراً لجناح ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام الذي شارك بمجسم لسفينة نقل. وشهد البيت أيضاً في هذا العام، إضافة ميناء العقير التاريخي الذي يعد من أقدم موانئ المملكة. كذلك أضيفت عديد من الأجنحة وبعض القطع التراثية النادرة إلى أروقة البيت. ويضم «بيت الخير» مسجد جواثا الذي يمثل أقدم المساجد وثاني مسجد أُدِّيت فيه صلاة الجمعة في الإسلام، وكذلك بيت البيعة الذي سكنه المؤسس الملك عبدالعزيز «رحمه الله» عند ضمه الأحساء. ويشارك في البيت عدد من الجهات الحكومية والجامعات، كما يضم جبل القارة والبيئة الزراعية المتمثلة في النخيل وتفاصيل زراعة الأرز الأحسائي. وحرص وفد الشرقية على تقديم شرح مفصل للزوار من خلال مشرفين على كل جناح، يعطون الصورة التاريخية للموقع، إضافة إلى الإجابة على أسئلة الجمهور. وتأتي مشاركة الشرقية في المهرجان هذا العام متضمنة فعاليات منوعة تضفي على البيت أجواء تراثية من عبق التاريخ؛ حيث تشتمل على حرف شعبية تظهر في «دكاكين القيصرية» التي تستقبل زوار البيت عند المدخل ومنها: الحدادة، الصفار، الفخار، النجار، الخرازة، الخباز، الحياكة، رف البشوت، القياطين، الخوصيات، الأقفاص وصناعة الطبول، وبعضها ينتشر على سيف البحر الذي يمثل الحياة الاجتماعية البحرية في المنطقة كحرفة صانع القراقير، والديايين، والطواش وصانع الشباك والقلاف. إضافة إلى ذلك، يُعرَض عددٌ من الحرف في ميدان البيت الخارجي، الذي يمثل السوق الشعبي العام في المنطقة كحرف: تجليد الكتب، صناعة السروج، صناعة المسابح، وصناعة الأختام، صناعة المداد، وصناعة السلال، إضافة إلى تجسيد وعرض بعض الأعمال المهنية في أروقة وحارات المنطقة كتجوال عربة الغاز والقاري والمروي، ومن خلال المزرعة يرى الزوار الكرام طريقة الري والسقي وجني التمور والاستمتاع بأهازيج الفلاحين كفن الدياسة والصرام، ويشمل البيت القهوة الشعبية التي يحظى الزوار فيها بجلسة شعبية لتناول الأكلات الشعبية والشاي والقهوة والزنجبيل والاستماع إلى الأهازيج الشعبية. من جانبها، تقدم الفرق الشعبية ألواناً من الفلكلور الشعبي والأهازيج البحرية التي تشتهر بها المنطقة مثل: فن الفجري، الليوة، الصوت والنهام. وكما تقدم في الساحة ألواناً شعبية طربية أخرى مثل: القادري، العاشوري، الخماري، السامري، والعرضة. وفي البيت التقليدي حرص الوفد النسائي المشارك على عرض الحياة الاجتماعية في المنطقة من خلال ما يمثله المكان من تجسيد للماضي من طراز قديم ومحتويات المكان والأدوات المستخدمة والملابس والإكسسوارات. وتتضمن المشاركات النسائية عرضاً للحرف الشعبية النسائية كخياطة الملابس والملافع والحناية والعجافة والخوصيات والخبز الرقاق «تاوة» والفخار والتطريز والطواقي، وتقديم الألوان الشعبية النسائية. كذلك يجسد البيت الحياة الاجتماعية من خلال الحارة الشعبية التي تشتمل على المنازل القديمة والمسجد «المصلى» ويعرض انتشار الباعة المتجولين. وفي السوق الشعبي تشارك المنطقة بمجموعة من الحرف الشعبية والأهازيج ضمن برامج الجنادرية في ساحة السوق الشعبي الرئيسة بالمهرجان.